مزيدٌ من تفاصيلِ إجرامِ أجهزةِ نظامِ الأسدِ في محاكمةِ العقيدِ أنور رسلان في ألمانيا تعرّفْ عليها
بدأ “المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية” توثيقاً لمجريات المحاكمات التي تجري في مدينة كوبلنز الألمانية بحقِّ مجرمي الحرب بالجرائم المرتكبة في سوريا بشكلٍ حصري.
وبحسب تقرير نشره المركز يوم الخميس، فإنَّ جلسة جديدة من محاكمة المتّهم أنور رسلان، بدأتها القاضية كيربر، بالقول: إنَّ محامي المدعي الذي حضر اليوم أرسل لهيئة القضاة في يوم سابق صورةً بواسطة البريد الإلكتروني، وطلبت منه أنْ يشرح شيئاً عنها لأطراف الدعوى، فأجاب المحامي بأنَّها صورة من ملفّ قيصر ارتأى أنَّه من المهم مشاركتُها مع هيئة القضاة، لأنَّها تعود لزوج أخت موكّله.
وبدأ الشاهد “م. ع” بقوله: إنَّ الاعتقال طاله وعائلته مع بداية الثورة خلال مظاهرة سوق الحميدية في دمشق في شهر آذار 2011، حيث شارك أخوه وخاله فيها واعتُقلا لمدّة شهر في فرعِ الخطيب، بعد ذلك أصبح أخو الشاهد من أحد المنظّمين للمظاهرات في دمشق وبدأ الشاهد يشارك فيها، ولهذا بات وأخواه من المطلوبين للأمن نهاية الشهر السابع لعام 2011.
إذ اقتحم عناصر الأمن حينها منزلهم واقتادوهما إلى فرع الخطيب، و تعرّضوا فيه لطرق التعذيب المختلفة.
وبحسب الشاهد قال إنَّه وضع في زنزانة جماعية قُدَّر عددُ الموجودين فيها بـ 125 معتقلاً بينهم أطفالٌ لم تتجاوز أعمارهم التسع سنوات، وكهلٌ يبلغ من العمر تقريباً 80 عاماً.
حيث تمَّ احتجازهم بعدَّة قضايا منها حيازة الأسلحة وغيرها، وتحدث عن الطعام السيِّئ وكميته الضئيلة، وعن طريقة النوم التي استمرّت عدّة أيام، إذ تناوب نصفُ العدد على الوقوف ليتمكّن النصف الآخر من النوم، أخبرهم أيضاً عن أصوات التعذيب المستمرّة وخاصة صعقات الكهرباء.
كما أنَّه استُدعي للتحقيق بعد عدّة أيام حيث تعرّض للضرب على يد السجّان عندما أنكر التهم الموجّهة له بما يتعلّق بمشاركته في المظاهرات، بعد فترة وجيزة من وجوده في الزنزانة الجماعية، نُقِل الشاهد وأحدُ إخوته إلى زنزانة صغيرة تواجد فيها ما يقارب الـ35 شخصاً، تعرَّف ضمن المعتقلين على شخصين أحدهما قضى 9 سنوات في هذه الزنزانة والآخر 12 سنة دون محاكمة، وشاهد معتقلاً من دوما كانت الكدمات والجروح تملأ جسده لدرجة أنَّ من يراه يعتقد أنَّه سيموت على الفور، ومع ذلك لم يتلقَّ أيَّ مساعدة طبيّة له خلال فترة وجود الشاهد هناك.
فيما قضى الشاهد في فرع الخطيب 11 يوماً ونُقل بعدها إلى فرع أمن الدولة وهناك تعرّض أيضاً للتعذيب ووضع في منفردة لم تتجاوزْ المترين طولاً بمتر عرضاً مع 25 معتقلاً آخرين، مدّةُ اعتقال الشاهد بالكامل كانت عشرين يوماً، انخفض وزنه خلالها حوالي 20 كغ على حدّ قوله، في أحد أيام الاعتقال داخل فرع أمن الدولة دخل السجَّان عليهم ورأى أنَّ أحد المعتقلين كتب كلمة الله على الحائط فاستشاط غضباً وبدأ يضربهم بطريقة عشوائية ويصرخ: “هون مافي الله، هون بس بشار الأسد الله”.
َبعد خروج الشاهد من الفرع ذاته، نُقل إخوته إلى فرع عسكري قريب من مطار دمشق كما أخبروه لاحقاً وتمَّت معاملتهم بطريقة وحشية، ثم أطلق سراحهم بعد عشرين يوماً.
وأخبر الشاهد القضاة عن الحالة النفسية التي رافقته بعد خروجه من المعتقل والخوف من البقاء وحيداً أو النوم ليلاً.
سُئل الشاهد عن ردّة فعل الأمن بداية المظاهرات في سوريا بصفته وإخوته من المشاركين والمنظّمين الأوائل لها، فأجاب بأنَّه شهد عمليات قتل واعتقال لمتظاهرين كثر منذ البداية وأنَّ خاله قُتِل برصاصة قناص في إحدى المظاهرات.
وعندما سُئل عن الصورة من ملفّ قيصر أجاب بأنَّ زوج أخته كان يخرج يومياً لعمله ويعود إلى منزله في منطقة السبينة بريف دمشق، ونتيجة لسيطرة الثوار على تلك المنطقة تعرّضت للقصف العنيف، فهرب معظمُ الناس ولكن زوج أخته رفض الخروج وبقي وعائلتُه هناك إلى أن خرج ذات مرةٍ إلى عمله ولم يعدْ أبداً، وعلموا حينها أنَّه اعتقل على أحد الحواجز المنتشرة هناك وفرع الخطيب المسؤول الأول عنها، فرَّ من تبقى من العائلة إلى ريف حلب ما عدا والد الشاهد الذي قتل أثناء اجتياح الأمن لمنطقة داريا، بعد ذلك وجدت العائلة صورة زوج الأخت في ملف قيصر على الإنترنت.
قبل شهادته في المحكمة قدَّم الشاهد شهادته للشرطة الجنائية الاتحادية كما يفعل الشهود عادةً، ولكن بعد ذلك تحدّث مع شخص اعتقل مع أخيه في آذار 2011 في فرع الخطيب، أخبره هذا الشخص أنَّ رسلان هو من حقق معهم وكان صارماً جداً وتعرّضوا للتعذيب جميعهم.
من جانب آخر أكّدت أخت الشاهد له صحة هذه المعلومة، وقالت له إنَّ أخاهم أجبر على توقيع أوراق قبل خروجه، وأنَّ رسلان هدَّده باعتقال أخواته الفتيات واغتصابهنَّ في حال رفض التوقيع، وبالتالي اضطر أنْ يوقّع.