مسؤولٌ أمميٌّ: سوريا مسرحٌ لسلسلةٍ من الحروبِ المتداخلةِ
قال عضو لجنةِ التحقيق الدولية المستقلّةِ بشأن سوريا، هاني مجلي، إنَّ تدخّلَ الدولِ في الملفِّ السوري أدّى إلى إطالة أمدِ الصراع، مؤكّداً أنَّ سوريا باتت مسرحاً لسلسلة من الحروب المتداخلة، ومكاناً لاختبار الأسلحة.
وأوضح مجلي في حوار أجراه مع موقع أخبارِ الأمم المتحدة، أنَّ روسيا وإيران تدعمان نظامَ الأسد، بينما تدعم الولاياتُ المتحدة والتحالفُ الدولي ميليشيا “قسد”، في حين تدعم تركيا جماعاتِ المعارضةَ في شمالَ غربي سوريا، وتستهدف إسرائيلُ الميليشيات المواليةَ لإيران في سوريا، كما يلاحق الأردنُ مهرّبي المخدّرات في جنوب البلاد.
وأضاف أنَّه من “المحزن في الأمر أنْ تدخّلَ هذه الدولِ أدّى إلى إطالةِ أمدِ الصراع”، مشيراً إلى أنَّه “في جوهر الأمر، أصبحت سوريا مكاناً يمكنُهم فيه اختبارُ الأسلحة، واستخدامُ الأسلحة القديمة التي لم يعودوا بحاجة إلى الاحتفاظ بها، وضربُ بعضهم بعضاً بطريقة ستكون أكثرَ خطورةً مما لو كانوا يهاجمون بعضَهم بعضاً بشكلٍ مباشر”.
ويرى مجلي أنَّ تورّطَ الجيوشِ الأجنبية في سوريا هو جزءٌ من المشكلةِ، مؤكّداً أنَّ التدخّلَ الخارجي لا يأتي بالحلول، بل “يطيل أمدَ الوضع، ويخلق حالةً من الجمود، ودورة لا تنتهي من العنف”.
وأضاف، “إذا غادرَ الجميعُ، فمن المرجّح أنْ يقومَ السوريون بحلِّ مشاكلهم بأنفسهم”.
كما أشار إلى أنَّه بعد 13 عاماً من الصراع، لم يتمَّ التعاملُ مع أيٍّ من الأسباب الجذرية للصراع، محذّراً من أنَّ قوةَ تنظيم “داعش” في سوريا تتزايد، لا سيما أنَّه نفّذ أكثرَ من 35 هجوماً منذ بداية 2024.
وطلب مجلي من العالم “ألا ينسوا سوريا، لأنَّها تخاطر بالتخلّف عن الركب عند نقطةٍ يعود فيها العنفُ إلى الارتفاع”، مشدّداً على أنَّ “سوريا تحتاج إلى المساعدة الآن، وقبلَ كلِّ شيء، إلى وقفٍ لإطلاق النارِ”.