مسؤولٌ أمميٌّ يحذّرُ من بوادرِ تصعيدٍ مقلقٍ في سوريا وتآكلِ ترتيباتِ وقفِ إطلاقِ النارِ
حذَّر المبعوث الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون” من بوادر تصعيدٍ محتملٍ في البلاد وتآكلِ الترتيبات الحالية بشأن وقفِ إطلاق النار، داعياً مجلسً الأمن إلى الوحدة من أجل إحراز تقدّمٍ على المسار السياسي لتنفيذ القرار 2254 الصادر عن المجلس والذي يدعو إلى وقفٍ إطلاق نار في عموم سوريا.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال بيدرسون في إحاطةٍ قدَّمها بشكل شخصي لأوّلِ مرّةٍ منذ 18 شهراً أمام مجلس الأمن: “لا أحتاج إلى أنْ أذكّركم أنَّ هناك 5 جيوش أجنبية تتدافع داخل سوريا”.
وذكر المسؤول الأممي أنَّ بوادر تصعيد مقلقة ظهرت هذا الشهر متمثّلةً في الهجوم على مستشفى الشفاء في عفرين، الذي أدانه بشدّةٍ، وقد قُتل وأصيب مدنيون، بما في ذلك طواقم طبيّة، وتعرّضت أجزاءُ من المستشفى للتدمير.
كما شهد جنوب إدلب تصعيداً آخرَ، بقصف وغارات جويّةٍ داخل إدلبَ، ووردت تقاريرُ عن سقوط قتلى مدنيين ونزوح كبير، وشهد هذا الشهر المزيدَ من الاضطرابات في الجنوب الغربي، والمزيدَ من الهجمات من قِبل الجماعات الإرهابية المُدرجة في قائمة مجلس الأمن، من بينها عملياتٌ تبنّاها داعش.
وتطرّق بيدرسون إلى الوضع الإنساني في سوريا، مؤكّداً أنَّ الحالة الإنسانية تحتّل أولوية، إذ يحتاج المدنيون في جميع أنحاء البلاد بشدّة إلى المساعدة المنقِذة للحياة والمساعدة في بناء المرونة..
وقال: “من الضروري للغاية الحفاظُ على الوصول وتوسيع نطاقه، بما في ذلك العمليات عبرَ الحدود وعبرَ الخطوط”، مشيرا إلى أنَّ الاستجابة على نطاق واسع عبر الحدود لمدَّة 12 شهراً إضافيّاً تُعدّ ضرورية لإنقاذ الأرواح”.
وأشار بيدرسون إلى إمكانية إيجاد أرضية مشتركة محتملة بين اللاعبين الرئيسيين، لتعزيز الاستقرار الداخلي والإقليمي وبناءِ الثقة والوحدة المطلوبة في مجال الاستجابة الإنسانية.
كما دعا بقوله: “أعتقد أنَّنا جميعاً نشعر بخيبة أمل لأنَّنا لا نحرز تقدّماً حقيقيّاً على المسار السياسي لتنفيذ القرار 2254، بما في ذلك الإصلاح الدستوري والانتخابات التي تُدار تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وأوضح أنَّ فجوة عدمِ الثقة بين الطرفين والوضعَ المعقّد على الأرض يجعلان من إحراز تقدّم مبكّرٍ نحو تسوية شاملة أمراً غير مرجّح.. “لكن يجب أنْ نجد طرقاً للوحدة حول دفعِ عناصر الحلِّ إلى الأمام، بحيث يكون الوضعُ في الوقت المناسب مناسباً لحلٍّ أكثرَ شمولاً للصراع”.
وشدّد بيدرسون على تواصل منتظم مع العديد من أعضاء مجلس الأمن والدول الرئيسية في المنطقة، وسيتوجّه المبعوث الخاص إلى روما لإجراء مشاوراتٍ مع وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع الوزاري بشأن سوريا بتنظيم من إيطاليا والولايات المتحدة.. وقال: “آمل أنْ أكونَ في موسكو قريباً، وأنْ أستشيرَ تركيا وإيران أيضاً، سيكون هناك اجتماعٌ بصيغة اجتماع أستانا في مدينة نور سلطان بأوائلِ يوليو المقبلِ”.