مصادرُ إسرائيليةٌ تكشفُ لغزَ سيّارةِ ميليشيا “حزبِ الله” بين سوريا ولبنانَ
تقدّمت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضدّ حكومة لبنان، بعد قيامِ نشطاء من ميليشيا “حزب الله” بتمزيقِ السياج الحدودي، في محاولة وصفها الاحتلالُ الإسرائيلي بـ”الاستفزازية”.
وقالت خارجية الاحتلال الإسرائيلي عبْرَ صفحتها الرسمية على موقع “تويتر”, “على خلفية المحاولة الاستفزازية لحزب الله لخرقِ السيادة الإسرائيلية عبْرَ ثغرات في الجدار الحدودي، أوعزَ وزير الخارجية يسرائيل كاتس للوزارة بتقديم شكوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. وقال كاتس إنّه يتوقع من حكومة لبنان القيام بمسؤوليتها “ومنع تهديدات من هذا القبيل على أمنِ إسرائيل والمنطقة”.
واعتبر الجنرال في الاحتياط، “عاموس يدلين”، أنْ تكون هذه الشكوى إشارةً إلى انتهاء هذا الحدث، “حيث إنّ الطرفين غيرُ معنيين بتصعيد الموقف”.
وفسّر يدلين أقواله، موضّحاً، “قبل أيام (مساء الثلاثاء الماضي)، تمّ تنفيذُ عملية هجومية على سيارة كانت في طريقها من سوريا إلى لبنان، قرب الحدود، وتبيّن أنّها أقلّت عدداً من قادة حزب الله الميدانيين، ونُسِبت العملية إلى سلاح الجو الإسرائيلي، وظهرَ من تحليل الحدثِ أنّ القصف تم على مرحلتين بشكل مقصود. في المرحلة الأولى، تمّ القصف قرب السيارة، فغادرها ركابها، وفقط بعد ذلك تم تدميرها بصاروخ ثان”. وقال يدلين إنّ “شكلَ القصف يدلُّ على أنّ من قصف قصدَ ألا يقتل أحداً. وقد ردّ حزب الله بالطريقة نفسها، فلم يقصف إسرائيل بصاروخ ولم يسعَ لقتل إسرائيليين، بل أعطى إشارة إلى أنّه يستطيع توجيه ضربات إلى إسرائيل فأحدث ثلاثة اختراقات في السياج الحدودي”.
وقال الخبير العسكري، ألون بن ديفيد، إنّ هذه لغةُ تخاطبٍ معروفة بين الاحتلال الإسرائيلي وميليشيا “حزب الله”، تتعمد اللعب على نار هادئة. فـ”حزب الله” مشغول اليوم بتبييض صفحة الاحتلال الإيراني في لبنان وسوريا والعراق، بسبب اتهامها بنقل فايروس كورونا لهذه البلدان، وهو يقوم برش الشوارع بالمواد المطهرة، ويتولى نشاطات عدّة لمكافحة الفايروس. وليس معنياً بالحرب. ولكنه في الوقت نفسه لم يتخلّ عن مشروعه لملء مخازنه بالأسلحة المتطوّرة وتطوير أسلحته الحالية وتدقيق صواريخه ومساعدة الاحتلال الإيراني على التموضع في سوريا. وهو يعرف أنّ هذه خطوط حمراء بالنسبة لإسرائيل. لذلك اختار الردّ الهادئ.
وانتقد بن ديفيد الجيش الإسرائيلي على امتناعه عن إصابة عناصر ميليشيا “حزب الله” قائلاً, “الآن، يدرك الحزب أنّ إسرائيلَ غيرُ معنية بالتصعيد، ولذلك لن يقتل رجاله وسيتجولون على هواهم”.