مظاهراتٌ حاشدةٌ في بنّش بعدَ دهسِ فتاةٍ بسيارةٍ
شهدت مدينة “بنّش” بريف إدلب الشرقي، مظاهراتٍ غاضبةً مساء أمس الثلاثاء، أسفرت عن طردِ عددٍ من حواجز “هيئة تحرير الشام” من المدينة، وذلك بعد دهسِ فتاة بسيارة أحدِ العناصر الأمنيّة التابعة لهيئة تحرير الشام.
ووفقاً لما ذكرته مصادر محليّة فإنَّ عنصراً من الأمن لدى “هيئة تحرير الشام” دهس عصرَ الثلاثاء، امرأةً بسيارته خلال خروجِ مظاهرة نسائيّة في مدينة بنّش بريف إدلب الشرقي، مشيرةً إلى أنَّ الهيئة اعتقلت العنصرَ الذي فرَّ من التظاهرة وسلّمته إلى جهاز الشرطة في المدينة.
ولفتت المصادر إلى أنَّ الفتاةَ كانت تشارك في مظاهرة تطالب بإطلاق سراح والدِها المعتقلِ منذ حوالي 15 يوماً لدى جهاز الأمن العام التابع للهيئة بتهمةِ التظاهر.
وأثارت الواقعة غضبَ الأهالي الذين خرجوا بأعدادٍ كبيرة للمطالبة بإسقاط زعيم الهيئة، “أبو محمد الجولاني”، ومحاسبةِ المسؤولين عن الحادثة.
وقالت المصادر، إنَّ مظاهرةً شعبية كبيرة خرجت مساءَ الثلاثاء في مدينة بنّش، شارك فيها المئاتُ من الأهالي، وذلك ردّاً على دهسِ المرأة، وطالبَ المتظاهرون بإزالة جميعِ الحواجز الأمنيّة التي نصبتها الهيئةُ في المدينة، والإفراجِ الفوري عن جميع المعتقلين دون قيدٍ أو شرط.
وأظهرت تسجيلاتٌ مصوّرة أخرى، دخولَ رتلٍ من السيارات إلى شوارع المدينة وإطلاقَ النار في محاولة لتفريق المتظاهرين.
كما تداول ناشطون على مواقعِ التواصل الاجتماعي صورةً قيل إنَّها لوالد الفتاة، التي تعرّضت للدهس، لحظةَ إطلاق سراحه، بالتزامن مع إعلان عن اعتقال المتوّرطِ في الحادثة، وذلك في محاولة من هيئة تحرير الشام لامتصاص الغضبِ الشعبي جرّاءَ الحادثةِ.
وفجرَ اليوم الأربعاء، تداولت حساباتٌ محليّة نصَّ الاتفاق الذي أبرم بين “إدارة المنطقة” التابعة لهيئة تحرير الشام وممثّلي الحراك في مدينة بنّش بحضور وجهاءَ وأعيانِ المدينة، يفضي لحلِّ العديد من القضايا العالقة وإعادةِ الاستقرار للمنطقة.
وبحسب نصّ الاتفاق المتداول، فقد تعهّدت إدارةُ المنطقة بالإفراج عن جميع الموقوفين من مدينة بنّش على خلفية الأحداث الأخيرة، وسحبِ الحواجز والقوى الأمنيّة من المدينة.
في المقابل يتعهّد الحِراك بتعليق كافّة أشكال الاحتجاجات في المدينة لمدّة ثلاثةِ أشهر، ووقفِ كافّة أشكال التحريض الإعلامي من قِبل الجميع.