معهدُ دراساتٍ يحمّلُ نظامَ الأسدِ مسؤوليةَ تدميرِ مواقعً أثريةٍ في سوريا

قال “معهد دراسات الشرق الأوسط” في تقريرٍ حمّل خلاله نظام الأسد بشكل رئيسي، مسؤولية الأضرار والدمار التي لحقت بالمواقع الأثرية في سوريا.

وأشار التقرير عن الدمار الذي أحدثه سلاح الجو التابع للنظام في قلعة الحصن، حينما ألقى قنابله داخلها، وبعدَ فترة عاد ليتّهم ويلوم المسلحين ويقدّم نفسه على أنّه من أصلح وليس من خرّب.

وأضاف أنّ تفجيرات تنظيم “داعش” عام 2015 في تدمر، أزالت آثار الدمار الكبير الذي حدث بفعل آلة حرب النظام، حينما قصف بقاذفات الصواريخ والأسلحة الثقيلة من دبابات وغيرها انطلاقًا من معسكر “دقلديانوس” معبد “بل” التاريخي؛ ما تسبّب بانهيار أعمدة المعبد.

ولفت التقرير إلى أنّ النظام يصدّر ُنفسه بالحريص على المعالم التاريخية، وقد أظهر في إعلامه أنّ الأضرار التي لحقت بالجامع الأموي في حلب هي من صنيع “الإرهابيين”؛ رغمَ تسجيل لقطات سابقة لجنود الجيش الحرِّ وهم يحملون ويفكّكون الأغراض الثمينة من المسجد لنقلها لجهة آمنة.

وأكّد تقرير المعهد أنّ نظام الأسد أو الروس أو الإيرانيين نادرًا ما يتولّون القيادة عندما يتعلّق الأمر بإعادة الإعمار وإصلاح ما تهدّم، منوهًا إلى أنّ أبرز ممولي إعادة إعمار أسواق حلب القديمة هي شبكة “الآغا خان” للتنمية، وهي مؤسسة غير سياسية، لها اهتمامات بالتراث.

كما أشار إلى أنّ ترميم الفنادق في المناطق القديمة يجري تمويله من رجال الأعمال السوريين في الخارج، وجرى ترميم بعض البيوت القديمة على نفقات أصحابها الخاصة دون مساهمة حكومة النظام.

وأثنى المعهد على الجهود التي تبذل بهذا الشأن في مناطق شمال غربي سوريا الخارجة عن سيطرة الأسد؛ حيث أعيد افتتاح متحف مدينة إدلب قبلَ عامين، بمساهمات مالية من الخارج لتوثيق وتسجيل الألواح المسمارية من موقع إيبلا من العصر البرونزي.

وبيّن التقرير أنّه لطالما اعترفت اليونسكو بالمساهمة القيمة لعدّة مجموعات من المتطوّعين في تلك المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام.

يُذكر أنّ نظام الأسد يتخذ الآن من عدّة مراكز أثرية بريف إدلب معسكرات ومرابض مدفعية ومواقع تتحصّن فيها قواته، حيث يتواجد بكثرة في خربة حاس جنوبي جبل الزاوية، وفي خربة قرية جرادة شرقي الجبل المذكور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى