“منسّقو الاستجابةِ” يستغربُ السماحَ بدخولِ القافلةِ الأمميّةِ بالتزامنِ مع الغاراتِ الجويّةِ الروسيّةِ
دخلت اليوم السبت 17 أيلول، قافلةَ مساعداتٍ إنسانية جديدة من برنامج الأغذية العالمي (WFP) عبر خطوطِ التماس، من معبر “ترنية – سراقب” باتجاه مناطق إدلب وريفها.
وأشار فريق “منسّقو استجابة سوريا” إلى أنَّ القافلة تحتوي على 16 شاحنةُ، ليصلَ مجموعُ الشاحنات الواردة عبرَ خطوط التماس منذ تطبيق القرار الأممي 2642 /2022 بواقع 30 شاحنةً، وذلك بعد دخولِ
الدفعة الأولى بعدد 14 شاحنةً بتاريخ الرابع من آب الماضي.
ولفت الفريقُ في بيان إلى أنَّ دخولَ القافلة ترافق مع قيامِ طائرات الاحتلال الروسي بشنِّ غارات جويّة على المنطقة مستهدفةً مناطقَ حسّاسة تمرُّ بقريها القوافلُ الأممية، وذلك في استهتار واضحٍ بقرارات مجلس الأمن الدولي.
واستغرب “منسقو الاستجابة” أنْ تسمحَ الجهاتُ المسيطرة في المنطقة بدخول تلك القوافلِ بالتزامن مع الغارات الجوية، والتي من المفترض أنْ تقومَ بمنعها بشكل كاملٍ نتيجةَ الغارات الجوية، وكأنَّ المشكلةَ التي يعاني منها السكانُ المدنيون في المنطقة هو تأمين الغذاء فقط، متناسين أنَّ الخروقات المستمرّةَ ومنعَ عودة النازحين هي القضية الأساسية التي يجب التحدّثُ بها والعملُ عليها.
وأكّد أنَّه يمكن الاستغناءُ عن تلك القوافل بشكلٍ كاملٍ وخاصةً مع دخول قافلتين فقط خلال تسعةِ أسابيع من تطبيق القرار الأممي.
وأضاف، أنَّ تلك المساعدات تحقّق نوعاً من الاستقرار المعيشي للمدنيين في المنطقة، وذكّر الفريق في بيانه بالواقع الغذائي للمدنيين في المنطقة، مبيّناً أنَّ أكثرَ من 58% من العائلات تعاني من استهلاك غذائي محدودٍ أو ضعيف نتيجةَ التآكل المستمرِّ للقوة الشرائية ومصادرِ الرزق الغير مستقرّة.
وتابع الفريق موضّحاً أنَّ أكثرَ من 77% من العائلات في المنطقة لجأت إلى شراء الطعام بالدين بسبب نقصِ المال، وترتفع النسبةُ إلى 84% لدى النازحين ضمن المخيّمات.
ووفقاً للفريق، فقد اضطّرت أو ستضطرُ أكثرُ من 22% من العائلات إلى إخراج الأطفال من التعليم والزجِّ بهم في المهن المختلفة بُغية تأمين مصدرِ دخلٍ إضافي لتأمين جزء من احتياجات الأسرة الأساسية.
كما خفّضت أكثرُ من 66% من العائلات عددَ الوجبات الغذائية اليومية، وذلك لتخفيف الإنفاق المالي لديها وذلك للحصول على مواردَ إضافية لأزمةٍ كمواد التدفئة والمياه.
وأوضح الفريق، أنَّ المنطقة سجّلت منذ مطلع العام الحالي نزوح 11483 نسمة من العائلات من مناطق مختلفة، إلى مناطق جديدة بحثاً عن مصادرِ مالية جديدة للحصول على الاحتياجات اليومية، كما اضطّر عددٌ كبيرٌ من العوائل إلى بيع عددٍ من الممتلكات الخاصة لتغطية نقصِ الاحتياجات اليومية وتعويضها.
ولفت إلى أنَّ النساءَ بشكلٍ خاص يعتبرن الفئةَ الأشدَّ تضرّراً من الناحية المالية وخاصة مع وجود 30% منهن لا يتوفّر أيُّ دخلٍ لإعالة أسرهن.
وختم “منسقو الاستجابة” بيانه بالتذكير بأنَّ 79% من مخيّمات الشمال السوري تعاني من انعدام الأمن الغداني و 92% منها من صعوبات في تأمين مادةِ الخبز، وتوقّع ازديادَ النسب الحالية بالتزامن مع ازديادِ الاحتياجاتِ الإنسانية وانخفاضِ عمليات الاستجابة.