منظمةٌ حقوقيةٌ ترصدُ سوءَ معاملةِ المفوضيّةِ العليا للاجئينَ السوريينَ في لبنانَ
نشرت المنظّمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان فيديو يوثّق المعاملة غير اللائقة من قبل عناصر في مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان.
وأظهر الفيديو الذي تمّ تصويرُه من جوّال أحد المراجعين امرأة تجلس على كرسيٍّ مع ابنها وإلى جانبها رجل يناشد موظفي المفوضية إدخاله، وقال إنّه مضى على تسجيله في الأمم سنتان ولم يتلقَّ أيّ مساعدة أو إعانة.
وأضاف اللاجىء بنبرة يائسة: “سفّروني إلى إسرائيل” موضّحاً أنّه يسكن في الطابق العاشر من أحد المباني وبحاجة لأربعة أشخاص لينزلوه ويصعدوه إلى منزله ليفاجأ بموظفي المفوضية يقول له لا دور للشكاوى اليوم، وختم: “خلّي العالم تسمع”.
ونقلت جريدة “زمان الوصل” عن مدير “المنظمة العربية الأوربية لحقوق الإنسان” (محمد كاظم هنداوي) قوله: إنّ مجموعة من الناشطين ممن يتعاونون مع المنظمة تواصلوا معها مؤكّدين أنّ هذه المفوضية تتعمّد التعامل مع اللاجئين في لبنان بطريقة غير إنسانية، وتمنع بعضهم من المساعدات والإعانات الغذائية دون أيّ أسباب تذكر، فلجأ عدد من اللاجئين إلى الاحتجاج على باب المفوضية حيال هذا التعامل منذ أيام.
و أضاف لكنّهم قوبلوا بالتهديد والوعيد وبجلب الشرطة، من قبل حرْاس المفوضية وموظفيها.
وتابع “هنداوي” أنّ ملفّات بعض اللاجئين قد تمّ إغلاقها نهائياً دون سابق إنذار ومن بينهم أرامل وأيتام لا معيل لهم، وهناك دلائل وإثباتات تحتفظ بها المنظمة العربية الأوروبية.
واستدرك قائلاً إنّ لبنان اليوم يتحدّث عن العودة الطوعية للاجئين السوريين بينما الواقع ينفي ذلك، محمّلاً مفوضية اللاجئين مسؤولية أيّ شيءٍ يحصل لهم بما في ذلك الممارسات النفسية أو الاعتداءات الجسدية كما حصل مع اللاجئ “أسامة مراد” الذي لا يزال يعاني جرّاء الاعتداء الجسدي عليه من قبل موظفي المفوضية في لبنان قبل سنوات.
وكشف “هنداوي” أنّ بعض النشطاء باتوا يخشون الذهاب إلى المفوضية خوفاً من إملاء أسمائهم وتسليمها للسلطات اللبنانية وخصوصاً أنّ هذه المفوضية تقف عاجزة اليوم عن ترحيل اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، مؤكّداً أنّ هذه المنظمة باتت تتواطأ مع هذه السلطات بشكل غير معلن، حيث يتمّ فصلُ اللاجئين واعتبارهم مواطنين عاديين وليسوا لاجئين ثمّ إبعادهم في محاولة لترحيلهم قانونياً و تنصلها من مسؤلياتها الأممية.
وأشار “هنداوي” إلى أنّ “المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان” حاولت التواصل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان لطلب استيضاحات بخصوص تعاملها مع اللاجئين، ولكنها لم تتلقَّ الردّ.
وطالب “هنداوي” كلَّ من لديه فيديوهات أو أيّ وثائق تتعلّق بتجاوزات مفوضية اللاجئين بحقّهم تزويد المنظمة بها من خلال حساباتها المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تعهّد باعتماد السرية التامة لمساعدتهم على منع هذه التجاوزات بحقّهم.