منظّمةُ “pkk” الإرهابيةُ توسّعُ من هجماتِها على الأحزابِ الكرديةِ شرقي سوريا
شنَّ حزبُ “العمالِ الكرستاني” المصنّفُ على قوائم الإرهاب الدولية, هجماتٍ عديدة على مواقعِ الأحزاب الكردية في مناطقِ شمالَ شرق سوريا خلال الأيام الماضية بشكلٍ لافتٍ، في مسعى من الحزب “الإرهابي” لتعطيل التحرّكات الدولية الرامية لطردِه خارج الأراضي السورية.
وبحسب موقع أورينت نت نقلاً عن مصادره أمس الثلاثاء، فإنّ مقاتلي “PKK” هاجموا مكاتبَ “المجلس الوطني الكردي” في ناحيتي الدرباسية وعامودا بريف الحسكة بإطلاق نارٍ مكثّفٍ واقتصرت الأضرارُ على المادية.
وأوضحت المصادر أنّ الهجوم الأول كان عبْرَ سيارةٍ مغلقةٍ يستقلّها ما يُعرف بـ “مجموعة شبيبة” تابعة لـ “حزب العمال” وبدؤوا بإطلاق الرصاص بشكلٍ مكثّفٍ على مكتب “المجلس الوطني الكردي” في ناحية الدرباسية ولاذوا بالفرار بعدَ تهشيم المكتب وتكسير محتوياته.
كما أطلقت المجموعة قنبلة يدوية على سيّارة مسؤولِ “المجلس المحلي للدرباسية” بالقرب من منزله في المنطقة، لكنّهم فشلوا في تفجيرها بسبب انتباه الأهالي في المنطقة، فيما هاجمَ العناصر مكتباً آخر لـ “المجلس الوطني” في منطقة عامودا صباح أمس، وأسفر ذلك عن إحراق المكتب وتكسير محتوياته.
وتأتي هجمات الحزب الإرهابي، لإفشال التحركات السياسية، المحلية والدولية، الرامية لإخراج الحزب من الأراضي السورية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والعراق، في وقتٍ تستعدُّ فيه أنقرة لشنّ عملية عسكرية لتأمين حدودها من خطرِ الحزب وذراعه السوري ميليشيا “قسد”.
تزامنَ ذلك مع هجمات مماثلة شنّها الحزبُ على قوات “البيشمركة” في إقليم كردستان العراق خلال الليلة الماضية، رفضاً للتحرّكات العراقية الساعية لطردِه أيضاً من منطقة شنغال وإخلاء المنطقة من وجوده، في إطار الجهود الدولية والإقليمية المناهضة لـ “PKK” وسياساته الإرهابية.
وكان المبعوثُ الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري طالب في تشرين الأول الماضي، “حزبَ العمال الكردستاني” بمغادرة الأراضي السورية، بقوله “نحن نعتبر حزبَ العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ونريد أنْ نرى أفرادَه يغادرون سوريا”، معتبراً أنّ وجود الحزب في سوريا هو “سبب رئيسي للتوتّر الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا”.
ولفتَ المبعوث الأمريكي إلى أنّ هناك تنسيقاً وثيقاً للغاية بين بلاده وتركيا بشأن الوضع في شرق سوريا، باستثناء المناطق التي ينتشرُ فيها حزب العمال الكردستاني، مشيراً إلى أنّ مخاوف أنقرة تجاه وجود “الحزب” ضمن تركيبةِ ميليشيا “قسد” هي” مخاوفُ حقيقية، وأنّ الحلَّ يتمثّل في إنهاء وجود الحزب في المنطقة”.
وشهدت المنطقة جولةَ مفاوضاتٍ منذ نيسان الماضي تكثّفت خلال الأسابيع الماضية برعاية جيفري، وركّزت تلك المفاوضات على توحيدِ الصف الكردي وإخراجِ “حزب العمال الكردستاني” من الأراضي السورية، في مسعى لتقريب وجهاتِ النظر التركية، بالتزامن مع استعدادِ الجيش التركي لبدءِ عمليّةٍ عسكرية جديدة في المنطقة.
لكنّ قائدَ ميليشيا قسد مظلوم عبدي أكّد تمسّكَهُ بالتحالف مع ” (PKK)، بعد أنْ خسر آلافَ المقاتلين في سوريا، وقال: “حاربوا بجانبنا لسنوات، قُتل منهم 4 آلاف مقاتلٍ، وكانوا بجانبنا حتى النهاية، قبل ظهور داعش حاربوا جبهة النصرة والقاعدة وحموا شعبَ روج آفا، نحن كشعب روج آفا وكقواتها لا يمكننا إلّا أنْ نثنيَ على الجهود التي قدّمها حزب العمال الكردستاني” بحسب تعبيره.
ويعتبر وجودُ “العمال الكردستاني” في سوريا، عائقاً أساسياً في حلِّ الخلافات الإقليمية والمحلية وإنهاءِ التوتِر في المنطقة بشكلٍ أساسي، رغمَ المطالبات الكردية المحليّة والإقليميّة بخروج قوات الحزب وتجنيب المنطقة حرباً واسعةً على حساب دماء السكان المحليين، بسبب المقاتلين “الأجانب” والمُدرجين على قوائم الإرهاب.
وتتحضّر تركيا لشنِّ عملية عسكرية على المنطقة (شرق سوريا) بهدف تأمينِ الشريط الحدودي وإبعادِ خطرِ ميليشيا “قسد” الذراع السوري لـ “PKK” باعتبارها تهدّدُ الأمنَ القومي التركي وفْقَ التصريحات الرسمية، وذلك ضمنَ تفاهمات أمريكية روسية في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الأمريكي الداعمِ لـ “قسد”.