من بوابةِ إزالةِ الألغامِ.. نظامُ الأسدِ يستجدي الدعمَ الأممي مجدّداً
استجدى نظامُ الأسد مجدّداً الدعم الأممي لمعالجة الأزمات التي خلّفتها عملياتُ قواته ضدَّ المدن الثائرة خلال السنوات العشر الماضية، وذلك في نهج جديدٍ باتَ يتبعه نظام الأسد وحلفاؤه، يقوم على الضغط على مؤسسات أممية للحصول على أموالٍ ودعم.
وجدّد نظامُ الأسد مطالبته بعدم تسييس ملفِّ تطهير أراضي سوريا من الألغام المنتشرة في معظم مناطق سوريا التي شهدت حروباً شنّها نظامُ الأسد والقوى الأخرى كداعش، مشدّداً على أنّ نجاح الجهود المبذولة بهذا الصدد يتطلب تعاوناً دولياً جدياً، وتوفير الموارد.
وزعم مندوب نظام الأسد الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، “حسام الدين آلا”، في بيانٍ أمس الجمعة، أنّ “نجاح جهود تطهير الأراضي السورية من الألغام ومساعدة ضحاياها تستوجب توفير دعم دولي جدّي بالتنسيق مع حكومة النظام وتوفير الموارد المالية والتقنية بحسنِ نيّة”، على حدِّ قوله.
وطالب “آلا”، خلال الاجتماع الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، أنْ يكون “الدعم غيرُ مقترن بشروط سياسية إضافة إلى رفع الإجراءات القسرية الأحادية”، في إشارة إلى العقوبات الأمريكية والأوروبية ضدَّ نظام الأسد.
وتحدّث عن مخاطر ما أسماه “قيام المجموعات المسلّحة” مبرّئاً نظام الأسد، باستخدام أنواع متعدّدة من الألغام والذخائر المتفجرة التي قامت بصناعة بعضها وحصلت على بعضها الآخر من الدول الداعمة لها – وفْقَ زعمه – والتي تشكّل مصدر تهديد يومي لحياة السكان ولاسيما الأطفال منهم.
ولم ينسَ المسؤول الحديث عما أسماها الجهود التي تبذلها حكومةُ نظام الأسد وخطّة العمل التي وضعتها بالتعاون مع خدمة الأمم المتحدة لإزالة الألغام “أونماس”، والتي تشمل نشرَ الوعي والتثقيف بمخاطر الألغام والانتقال بعدها إلى تطهير المناطق وتقديم المساعدة لضحايا الألغام.
وادّعى أنّ “العقبات التي تعيقُ جهودَ حكومة نظام الأسد في تنفيذ خطّة العمل حول إزالة الألغام يأتي في مقدّمتها الإجراءات القسرية الأحادية”، زاعماً أنّها “تعيق جهود تأمين الموارد المالية والتقنية المطلوبة وتعرقل التعاون مع الأمم المتحدة في الانتقال إلى المباشرة بالعمل الميداني”.
وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرِ لها صدرَ مؤخّراً، تحت عنوان “التفجيرات عن بُعدٍ بما فيها الانتحارية/الإجبارية وعدم القدرة على تحديد هوية المجرم… القاتل المجهول!” إنَّ ما لا يقلُّ عن 9967 مدنياً بينهم 1683 طفلاً و1126 سيدة قد قتلوا بسبب التفجيرات عن بُعدٍ بما فيها الانتحارية/الإجبارية في سوريا منذ آذار 2011.
وتكرّرت مشاهدُ انفجارِ مخلّفات قصفِ قوات الأسد، حيث وثّقت مصادرُ سقوطَ عشرات الجرحى نتيجة انفجار مخلّفات العمليات العسكرية التي شنّتها قواتُ الأسد ضدِّ مناطق المدنيين قُبيل اجتياحها خلالَ العمليات العسكرية المتلاحقة.
يُشار إلى أنّ قوات الأسد تتعمّد عدم إزالة الألغام والذخائر غيرِ المنفجرة من المنطقة على الرغم من تواجدها في المنطقة منذ فترة طويلة، وترجّح مصادر مطّلعة أنّ نظام الأسد يحرص على بقاءِ مخلّفات الحرب انتقاماً من سكان تلك المناطق.