من مناطقِ “قسد” إلى مناطقِ “الأسد”.. تهريبُ النفطِ والقمحِ مستمرٌّ عبرَ نهرِ الفراتِ
أفادت مصادر محلية باستمرار عمليات تهريب مادة المازوت المكرّر من خلال معبْرِ الشحيل النهري شرقي دير الزور والذي تسيطر عليه ميليشيا قسد باتجاه مناطق سيطرة نظام الأسد المتمركز على ضفة نهر الفرات الغربية.
حيث قالت المصادر بأنّ صهاريج المازوت تمّ تفريغها أول أمس الثلاثاء في العبّارات المائية الموجودة على ضفة نهر الفرات بمدينة الشحيل ونُقلَت إلى الضفة المقابلة، حيث تمّ استلامها من قِبل مندوبين يتبعون لشركة القاطرجي وميليشيا الفرقة الرابعة التابعة لجيش الأسد.
وقد شهدت المنطقة في تلك الليلة انتشاراً واسعاً لعناصر ميليشيا قسد من أجل حماية نقطة التهريب، وأكّدت المصادر أنّ قيادات من ميليشيا قسد بالإضافة لنقاطها العسكرية المنتشرة على ضفة الفرات على علمٍ كاملٍ بعمليات التهريب، وأنّها تأخذ حصتها من واردات تهريب المازوت باتجاه مناطق نظام الأسد.
وفي سياق متّصل، أضافت المصادر بأنّه نشط خلال الأيام الماضية تهريبُ حبوب القمح عبْرَ معابر الشحيل إلى معبر بلدة بقرص الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الفرقة الرابعة غربي الفرات، وأنّ الميليشيا لا تستقبل سوى القمح، أما الشعير فيتمّ تهريبُه من معبْر ذيبان إلى مدينة الميادين في الجهة المقابلة.
الجدير بالذكر أنّ استمرار حركة التهريب من وإلى مناطق سيطرة نظام الأسد يُثبتُ تورّطَ قيادات وعناصر من ميليشيا قسد في غضِّ النظر عنها وحمايتها في كثير من الأحيان، وهذا عائدٌ للمبالغ المالية للرشاوى التي يتقاضاها المسؤولون عن المنطقة من أيدي المهرّبين.
يُشار إلى أنّ ميليشيا قسد أعلنت مراراً عن إغلاق كافة المعابر النهرية والبرية مع مناطق سيطرة نظام الأسد بهدف الحدِّ من انتشار وباء كورونا في شرق الفرات – بحسب زعمها –، إلا أنّ الدعم الخفي لنظام الأسد عبْرَ مادتي النفط والقمح لايزال مستمراً، في الوقت الذي تعاني فيه ميليشياته من الحصار الاقتصادي المفروض عليها.