من هو وسيمُ القطانِ الذي طالتْهُ العقوباتُ الأمريكيةُ الجديدةُ؟
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، إدراج رجل أعمال وتسعة كيانات ضمن قائمة عقوبات ثانية ضدّ نظام الأسد وداعميه، بموجب قانون “قيصر” الذي صدر الشهر الماضي.
وأكّدت الوزارة في بيانٍ، أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار “تواصل الضغط على المستثمرين والشركات الداعمة لجهود إعادة البناء الفاسدة التي يبذلها نظام الأسد”.
ونقل البيان عن الوزير “ستيفن منوشن” قوله. “يزيد رجال الأعمال الفاسدون الذين لديهم علاقات مع الأسد قمع الشعب السوري فيما يستثمرون في العقارات الفخمة بفضل التهجير القسري للمدنيين الأبرياء”.
ومن بين المستهدفين، رجل الأعمال السوري، وسيم أنور القطان، الذي أوضح بيانُ وزارةِ الخزانة، أنّ لديه عدّة عقود مع حكومة نظام الأسد لتطوير مركز تجاري وفنادق في دمشق مملوكة لنظام الأسد.
وقال بيان إنّ التقارير تشير إلى “ارتباط القطان بشخصيات قوية من النظام وقد أرست عليه حكومة النظام مؤخّراً كافة المشاريع العقارية الكبيرة تقريباً خارج مدينة ماروتا في دمشق”.
ولد وسيم القطان في دمشق عام 1976، وحصل على إجازة جامعية في الفنون الجميلة باختصاص تصميم من جامعة دمشق، ولم يكن وسيم القطان معروفاً بشكلٍ كبير ضمن قطاع الأعمال في سورية، ولم يبرز إلا منذ فترة وجيزة، حيث ظهر كشريك ومؤسس في عددٍ من الشركات، بحسب تقرير لمركز “مع العدالة” الحقوقي، والذي يرصد جرائم النظام السوري.
وأضاف بيانُ الخزانة الأميركية أنّ “اسم قطان ظهر للمرّة الأولى في مجتمع الأعمال الدمشقي في يوليو 2017، عندما فازت شركته “مروج الشام للاستثمار والسياحة” بمزاد لإعادة الاستثمار في مجمّع قاسيون التجاري”.
و”تشير التقارير إلى قيام حكومة نظام الأسد بانتزاع العقد من المستثمِر السابق في المشروع بعد أنْ قدّم القطان للحكومة رسماً سنوياً أعلى بلغ 1,2 مليار ليرة سورية (2,7 مليون دولار)”، بحسب البيان.
بالإضافة إلى ذلك، وقّعت شركة مروج الشام للاستثمار والسياحة عقداً مع وزارة السياحة في حكومة نظام الأسد في حزيران 2018 للاستثمار في فندق الجلاء في دمشق ودفعت لحكومة نظام الأسد 2,25 مليار ليرة سورية (5 ملايين دولار) كلّ عام لـ25 عاماً.
و”يمتلك القطان أيضاً 50% من شركة “آدم للتجارة والاستثمار” والتي حصلت على عقد من حكومة نظام الأسد في آب 2018 لتطوير وإدارة مجمّع ماسة بلازا في دمشق.
وفي كانون الثاني 2019، حصلت شركة “إنترسكشن” المحدودة التابعة للقطان على عقد لـ48 عاماً للاستثمار في مجمع “يلبغا” التابع لوزارة الأوقاف في حكومة نظام الأسد، والكائن في وسط دمشق، وذلك لتحويله إلى مجمّع تجاري سياحي”، وفْق وزارة الخزانة.
وأكّدت وزارة الخزانة أنّه “يتمّ إدراج مجمع قاسيون وفندق الجلاء ومجمّع ماسة بلازا ومجمع يلبغا بموجب القرار التنفيذي رقم 13582، لأنّ حكومة نظام الأسد تمتلكها أو تسيطر عليها أو لأنّها عملت لصالحها أو بالنيابة عنها، سواء بشكلٍ مباشر أو غيرِ مباشر”.
ولا يملك وسيم القطان أيَّ سجل تجاري ذي تاريخ، ولا ينتمي لأيٍّ من العائلات التجارية الدمشقية المعروفة، ويرجّح المطّلعون بأنّ ظهوره المفاجئ يعود إلى عمله كموظف لدى رامي مخلوف في شركة “سيريتل”، وهو ما يفسر الانطلاقة السريعة لهذا الرجل المغمور، بحسب تقرير “مع العدالة”.
زعم “قطان” في منشور على صفحته على موقع فيسبوك أنّ العقوبات الأمريكية عليه هي “وسام وطني ثالث”، بعد إدراج اسمه في وقت سابق ضمن قائمة العقوبات البريطانية والأوروبية المفروضة على نظام الأسد.
وادّعى رجل الأعمال الموالي أنّه يشعر بسعادة بالغة بعد تعرّضه للعقوبات للمرة الثالثة، مضيفاً أنّ هذه الإجراءات “أوسمة نتقاسمها مع مؤسسة كبرى فاعلة في قوام جيشنا البطل، ووسام هو نفحة عبقة من نفحات الشجاعة والحكمة، له ما له من دلالات نفخر بها وبه”، حسب زعمه.
ويعتقد أنّ نظام الأسد يعمدُ إلى إبراز أشخاص مغمورين ومنحِهم مشاريعَ استثمارية ضخمة مرتبطة بالحكومة، وذلك من خلال شركات يتمُّ تأسيسها قبل يوم أو يومين من فضّ العروض الاستثمارية.