مهندسونَ سوريونَ يبتكرونً جهازاً هاماً للمساعدةِ بمكافحةِ كورونا في مدينةِ البابِ بحلبَ
عَمِلَ مجموعةٌ من المهندسين الصناعيين في مدينةِ الباب بريف حلب على تصنيعِ جهازٍ للتنفسِ الصناعي والمعروفِ بالمَنْفَسَةِ، ويهدفُ القائمون على المشروع إلى تزويد القطاعِ الصحي بهذه الأجهزةِ بعد ازديادِ الحاجةِ لها في ظلِّ التخوفِ من انتشارِ فيروسِ كورونا في المنطقة، ويعتبرُ الجهازُ عاملاً رئيسياً في معالجةِ مرضى كورونا في حالِ تمَّ تسجيلُ إصاباتٍ.
وبعد أنْ تفشّى فيروس “كورونا” في معظم دول العالم, بات الفيروس يشكّل تهديداً كبيراً في الشمال السوري المحرَّر, يضع القائمون على تصنيع جهاز التنفس الصناعي اللمسات الأخيرة على مشروعهم قي مدينة الباب شرق حلب, بعد ثلاثة أسابيع من العمل المتواصل, وكلفة لا تتجاوز 110 دولارات أمريكية للجهاز الواحد, في حين تبلغ كلفة الجهاز المستورد 10 آلاف دولار.
الجهاز يتمّ تصنيعه محلياً, ويشرف على صناعته طبيب ومهندس وصناعيين, وذلك للوقوف في وجه أيِّ كارثة ربّما يخلّفها فيروس “كورونا”, في ظلّ عدم توفّر كميات كافية من أجهزة التنفس في مدينة الباب والشمال السوري المحرّر.
وقال مهندس الكهرباء “سامر الحموي” وهو أحد القائمين على مشروع تصنيع جهاز التنفس الصناعي, “اضطرّرنا لتصنيع الجهاز من مواد أولية متوفّرة في الشمال المحرَّر, وهي معدّات عادية ولا تدخل في تصنيع الجهاز نفسه, لكن بعد التعديل عليها بدأنا بتصنيع الجهاز”.
وأكّد “الحموي”, أنّ “الجهاز لا يتمّ تصنيعه للهدف التجاري, وهو عبارة عن تبرعات, وسيتمّ تقديمه كدعم للمستشفيات في حال وصول فيروس كورونا الى المنطقة”.
وعمل الفريق القائم على تصنيع الجهاز بتجربته على رئة صناعية بإشراف طبي, وبعدها تمّت تجربته على عددٍ من المرضى أجروا عمليات جراحية.
وقال “أحمد الجبلي” صاحب فكرة المشروع والمشرف عليه, “في وقت قياسي تمكّنا من تقديم المطلوب, من معادلات هوائية وعددِ مرات التنّفس”.
وبما يخص المواد الأولية لتصنيع الجهاز أشار “الجبلي”, إلى أنّه تمّ العمل بتصنيع الجهاز بما هو متوفر في الأسواق من قطع الكترونية, مع محاولة إيجاد قطعٍ متوفّرة باستمرار, وسهل الحصول عليها.
وتمّ تقييم عمل الجهاز من خلال حضور مديرية الصحة والمكتب الطبي وعددٍ من أطباء مدينة الباب, وتمّ إعلانه بشكل رسمي من قبل المؤسسات الحكومية في المدينة.
مدير المكتب الطبي في المجلس المحلي لمدينة الباب, الدكتور “أحمد عابو” قال, “للجهاز أهمية كبرى في هذا الوقت, وذلك بسبب عدم قدرة الدول للتصنيع والتصدير لدول أخرى”.
واعتبر “عابو” أنّ تصنيع الجهاز هو إنجاز غيرُ مسبوق ضمن الظروف القاسية التي تمرُّ بها المنطقة, وإنجازٌ كبير جداً لصاحب الفكرة والقائمين عليها, وأضاف, أنّ نتائج العمل على الجهاز ممتازة جداً, وبعد التجارب قدّم الجهاز أكثر مما هو متوقّع.
وسيقوم فريق العمل بعد نجاحِ تجربتهم بتجهيز المواد اللازمة لتصنيع 200 جهاز كمرحلة أولى, في حال بدأ خطر فيروس “كورونا” يدقّ أبوابَ الشمال السوري المحرَّر