موجاتُ الحرِّ تهدّدُ حياةَ الأطفالِ في مخيّماتٍ شمالَ غربِ سوريا
اشتكى قاطنو المخيّمات في شمال غرب سوريا من تأثير ارتفاعِ درجاتِ الحرارة على الأطفال، فيما حذّرتْ مصادرُ طبيّة من مخاطرِ تعرّضِ الأطفال لموجات الحرّ وأشعةِ الشمس المباشرة.
وقبلَ أيام، قضت رضيعةٌ لم يتجاوز عمرُها السنة وشهرين في مخيم معملِ اللبن في قرية كفر يحمول شمالي إدلب، نتيجةَ موجة الحرّ المستمرّة.
وقال والد الرضيعة لموقع العربي الجديد إنَّ ابنته تُوفيت بسبب توقّف قلبها في ظلِّ ارتفاعِ درجات الحرارة العالية، وهو ما أكَّده له تقريرُ مستشفى “شفق” عن أسباب الوفاة.
وأضاف والدُ الرضيعة أنَّ حالتَها بدأت تسوء منذُ بدايةِ موجة الحرّ وترتفع حرارتُها بشكلٍ كبير، ولم تجدِ معها الوسائلَ المتاحة التي اتّخذتها عائلتُها لإنقاذ حياتها كوضع الكمّادات المستمرّة على رأسها إلى أنَّ توقّفَ قلبُها الصغير دون أنْ تتمكّنَ محاولاتُ الإنعاش المتعدّدة في المستشفى من إسعافها”.
كما سُجّلت بضعُ حالاتِ إغماءٍ لأطفال وكبار سنّ في مخيّمات إدلب، وظهر الكثيرُ من الأمراض التي يعاني منها الصغارُ في الصيف مع ارتفاع درجاتِ الحرارة وأهمُّها التهابُ السحايا، والجدري والحساسيّة.
الطبيبُ الأخصائي بأمراض الأطفال نادرُ اليوسف، تحدّث للموقع عن مخاطرِ تعرّضِ الأطفال لموجات الحرّ وأشعةِ الشمس المباشرة التي يمكن أنْ تؤثّرَ بشكلٍ سلبي على أجسامهم الصغيرة وتسبّب ما يسمّى الصدمة والإنهاك الحراري، وهي حالةٌ تحدثً عند تعرّضِ الجسم للحرارةِ الزائدة.
وأوضح أنَّ التعرّقَ بغزارة وتسارعَ نبضات القلب، والتقلّصات الحرارية وارتفاعَ حرارة الجسم من أهمّ الأعراض المصاحبة للمرض.
وأشار إلى أنَّه مع تواصلِ الحرارة المرتفعة في الجو وعدمِ حصول الشخصِ على كميّةٍ كافيةٍ من المياه والسوائل لتعويض ما يفقدُه من العرق يُصاب الجسم بالجفاف الذي يفضي إلى تقليل حجمِ الدم في الجسم، ويقود انخفاضً حجم الدم إلى نقصِ الواصل منه إلى الأعضاء الحيوية مثل الكلى والدماغ، مما يؤدّي إلى تلفٍ في خلاياها، محذّراً من أنَّ اجتماعَ الأعراض السابقة يقود إلى الوفاة، التي يمكن أنْ تحدثَ خلال فترة قصيرة.
ويبلغ عددُ المخيّمات في الشمال السوري 1489 مخيّماً، يقطنها نحو 328 ألفاً و485 عائلةً، أي مليون و512 ألفاً و764 نازحاً، نسبةُ الأطفال تبلغ 56 بالمائة والنساء 23 بالمائة، وِفقَ إحصائيةٍ لفريق “منسقو استجابة سوريا”.