ميليشياتُ نُبُّل والزهراءِ تستولي على ممتلكاتِ النازحينَ شمالَ حلبَ
استولتْ ميليشياتٌ محليّةٌ تابعة لميليشيا “حزب الله” من بلدتي “نبل والزهراء الشيعيتين” على الممتلكات التي تعودُ للنازحين في مناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.
وأكّدَ مصدر محلي من بلدة مسقان شمالي حلب أنَّ ميليشيا من نبّل وضعت يدها مؤخّراً على الأراضي الزراعية والمنازل التي هجرها أصحابها قُبيل سيطرة نظام الأسد عليها في العام 2016، بعد تحجيم دورِ الميليشيات المحلية “الشبيحة” التي كانت تسيطر على الممتلكات بشكلٍ غيرِ شرعي.
وأوضح المصدرُ لـ”القدس العربي” أنّ الميليشيات الشيعية فعلتْ الشيء ذاته، في كلِّ مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، مرجعاً ذلك إلى غيابِ المحاسبة من جانب نظام الأسد والاحتلال الروسي، وإلى النقصِ في تمويل ودعم الاحتلال الإيراني للميليشيات.
وأشار إلى قيام ميليشيات نبّل والزهراء بالتضييق على الأهالي الذين عادوا إلى منازلهم، مؤكّداً أنَّ “أيَّ اعتراض من قِبل الأهالي على الاستيلاء على الممتلكات ينتهي بالاعتقال والمصير المجهول”.
وبحسب المصدر، فإنّ الميليشيات تقوم بهدم المنازل المتضرّرة، لبيع مواد البناء التي تحتويها “حجر بناء، حديد، بلاط” بينما تقوم بإيجار المنازل الصالحة للسكن، بحثاً عن التمويل.
وتتمتّع الميليشيات التابعة لـ”حزب الله” بسطوة كبيرة في المنطقة، نظراً لارتباطها بالاحتلال الإيراني، إلى جانب ضعفِ القرار العسكري الروسي في المنطقة.
ووفقاً للمصدر فإنّ ميليشيات نبّل والزهراء غضّت الطرف عن أفعال الشبيحة المحليين لأنّها كانت في حاجة إليهم في المعارك، واليوم مع توقّفِ المعارك بدأت بتحجيم دورهم، من خلال وضعِ يدها على الممتلكات، وبسطِ سيطرتها بالقوة.
وقال المصدر, إنّ إطلاق يد ميليشيات نبّل والزهراء جاء لمساعدتها على التمويل، بعد تناقص دعمِ الاحتلال الإيراني على خلفية الأزمات التي تضرب اقتصاد إيران، وذلك لضمان عدم انفراط عقدِها.
ونوّه إلى أنَّ ريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة نظام الأسد يحتضن عدداً كبيراً من الشبيحة المحليين، الذين استولوا على الممتلكات، ونجمَ عن ذلك أكثر من حادثة اقتتال، وبسبب الحسابات الطائفية، تمَّ إطلاقُ يد ميليشيات نبّل والزهراء في المنطقة، لتكونَ هي الطرف المسيطر بتوصيات من الاحتلال الإيراني.
وتقع بلدتا “نبل والزهراء” على جانب الطريق الدولي الذي يربط حلب بمدينة غازي عينتاب التركية، إلى الشمال من مركز مدينة حلب بنحو 20 كيلومتراً, ويعتنق سكانهما المذهب الشيعي، ويحظى “حزب الله” اللبناني بنفوذ واسع فيهما.
وافتتحت ميليشيات “زينبيون” و”فاطميون” و”النجباء” مقارَ وثكنات ومستودعات في البلدتين، وعلى أطرافهما، كما تقيم ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني نقطةَ مراقبة على أطراف بلدة الزهراء.