نظامُ الأسدِ يستغلُّ جولاتِ التفاوضِ في درعا للسيطرةِ على مناطقَ جديدةٍ في الريفِ الغربي للمدينةِ
أفادت مصادرُ محليّة عن استمرار تحرّكات قوات الأسد وحشوده العسكرية والميدانية في ريف درعا الغربي، مشيرةً إلى استغلال ميليشيا الفرقة الرابعة في جيش الأسد جولاتِ المفاوضات الأخيرة بين اللجنة الأمنية لنظام الأسد واللجنة المركزية في المنطقة الغربية لمحافظة درعا لتبسطَ سيطرتها على مناطق جديدة هناك.
ووفقاً لمصادر خاصة لجريدة “المدن” فقد اقتحمت الفرقةُ الرابعة مزرعة الأبقار وجامعة درعا ومصلحة النحل ومديرية الري والثانوية الزراعية والمعهد الزراعي لتُحكمَ السيطرةَ على الطريق الواصل بين اليادودة والمزيريب جنوب شرقي طفس.
وفي السياق، يقول مقاتلٌ سابق في الجيش الحرِّ للجريدة إنّه حتى الآن لا يوجد قرارٌ باقتحام طفس أو غيرها من قِبل النظام، لكنّه ينوي ذلك حتماً ويؤخّر التنفيذَ فقط لأنَّ الوضع الحالي لا يناسبه”.
وأشار المقاتل إلى أنَّه “في الفترة الماضية حَشد النظام للاقتحام بشكل كبير لكنْ لم تتمَّ الحملة، فتوجّه إلى التحشيد الشعبي ليحصل على غطاء جماهيري يظهر من خلاله أنَّ هدفَه حمايةُ المدنيين من الإرهابيين والعصابات المسلّحة، وهو السبب الرئيسي للاجتماع الأخير في مقرِّ الحزب”.
وتابع المقاتل أنَّ “المفاوضات لا تزال مستمرةً بين النظام واللجنة المركزية في المنطقة الغربية، لإنهاء الملفِّ سلمياً، بينما النظام يصرّ على تهجير 6 أشخاص وتفتيش المنطقة ويطالب بالسلاح الذي ظهر في مقاطع مصوّرة أثناء الخلاف الأخير بين عشيرتي كيوان والزعبي”.
مشيراً إلى أنَّ اللجنة المركزية “تتمسّك بشروطها على رفض إنهاء الملفِّ عسكرياً وتهجير الأشخاص الستة الذين كفلتهم عشائرهم باستثناء القيادي أبو طارق الصبيحي”.
وقال المقاتل إنَّ تسريبات حصلت عليها اللجنة من بعض المقرَّبين من نظام الأسد، تفيد بأنَّ “المجتمع الدولي يمنع شنَّ غارات للطيران الحربي في الجنوب السوري، وأن تحليق الطيران العسكري في المنطقة الغربية قبل أيام كان هدفه إرهابَ أهالي المنطقة والضغط على أعضاء اللجنة المركزية، ليحصلَ النظام على أكبر قدرٍ ممكن من المكاسب والتنازلات.
يُذكر أنّ النظام يفرض حصاراً على طفس منذ بدءِ الحملة حيث إنَّ غالبية المدنيين محرومون من الطحين والمواد الغذائية، كما تشهد المدينة حركة نزوح إلى البلدات القريبة منها، في ظلِّ مخاوف من تنفيذ نظام الأسد وروسيا تهديداتهما بقصف المناطق السكنية، جرّاء رفضِ الاهالي تهجيرَ عددٍ من أبناء المنطقة، يتّهمهم النظامُ بالانتماء إلى تنظيم “داعش” الإرهابي.