
نظامُ الأسدِ يسعى إلى تجنّب التورّط المباشرِ في ردّ إيرانَ وميليشيا “حزبِ اللهِ” على إسرائيلَ
رأى الباحث في العلاقات الدولية، محمود علوش، أنًَ نظام الأسد سيسعى إلى تجنّب التورّط المباشر في الردّ المحتمل من قبل إيران وميليشيا “حزب الله”، عقبَ اغتيال ِرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية إسماعيل هنيّة، في طهران، والقيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، بالضاحية الجنوبية في بيروت.
وأشار علوش إلى وجود معضلةٍ تواجه نظام الأسد في هذا الجانب، وهي رغبةُ إيران بالاستفادة من حضورها في الجبهة السورية، لا سيما في الجولان، لتحويلها إلى جبهة وساحةِ مواجهةٍ مع إسرائيل، وتحديدًا بعدما سلكت الحرب منعطفًا خطيرًا باغتيال هنيّة.
وأضاف أنَّ رأس نظام الأسد سيواجه صعوبةً بإدارة موقفه من هذه الحرب، مع ميله لتجنٍب الانخراط فيها، والزيارة التي أجراها مؤخرًا إلى موسكو توحي بأنَّ روسيا قلقةٌ من محاولة توريطه في حرب إقليمية، والرئيس الروسي يسعى لتجنيب النظامِ ارتدادات مثل هذه الحرب المحتملة مع تصاعد مخاطرها.
ولفت علوش إلى أنَّ أيَّ تمدّد لهذه الحرب على الأراضي السورية يمكن أنْ يسهمَ في إعادة تشكيل الوضع العسكري الراهن، وتحديدًا في الشمال السوري، وهو ما يفسر رغبةَ موسكو بدفع مسار التقارب بين تركيا والنظام لتعزيز الحمايةِ من المخاطر المحتملة لأيّ حربٍ في الشمال السوري.
ووفق رأي الباحث، فنظرةُ إيران إلى موقف نظام الأسد من هذه الحرب تتوقّف على المسارات المحتملة لها، ففي حال اقتصرت على تصعيد أكبرَ دون الوصول إلى حرب إقليمية، ربّما تتسامح إيران مع حرص النظام على تجنّب الانخراط بالوكالة في هذه الحرب، لكن في حال الوصولِ إلى مواجهة شاملة سيكون الموضوعُ مختلفًا فيما يتعلق بحسابات إيران والنظام والروس.
وأضاف لموقع “عنب بلدي”، “الأسد يواجه اختبارًا صعبًا في هذه المسألة، ويدرك أنَّ تكاليفَ التورّط المباشر في هذه الحرب غيرِ المستبعدة ستكون باهظةً، ويدرك أنَّ السماح لإيران باستخدام سوريا وتحويلها لساحة مواجهةٍ مع إسرائيل في أيِّ حرب إقليمية محتملة ستكون له تكاليف”، مبينًا صعوبةَ تصوّر الكيفية التي سيدير فيها النظام موقفَه خلال هذه الحرب، كون الأمر يتوقّف على المسارات المحتملة لهذه الحرب.