نظامُ الأسدِ يلاحقُ المخلّصينَ الجمركيينَ ويتجنّبْ متزعمي عصاباتِ التهريبِ

أفرجت مخابراتُ نظام الأسد مؤخراً عن مخلّصٍ جمركي معروفٍ بقربه من كبار ضباط نظام الأسد وأبرزِ رجال الأعمال السوريين.

وقالت صحيفة “المدن” استمر اعتقال المخلص الجمركي (ج.ع) لأكثرَ من اسبوعين، ليُطلقَ سراحُه مع إبقائه على ذمة التحقيق، ومصادرةِ أموالٍ نقدية له قُدّرت بمليون ونصف مليون دولار أميركي، وإغلاقِ بعض مستودعاته ومصادرةِ كميات كبيرة من البضائع التي تعود له.

وأشارت “المدن” نقلاُ عن مصدر وصفته بـ”الخاص” إلى أنّ اعتقال (ج.ع) جاء على خلفية تورّطه في قضية فسادٍ كبيرة ضجت إدارة جمارك نظام الأسد فيها، وانتهت بهروب النقيب (ت.أ) إلى قبرص، بعد اتهامه باختلاس ملياري ليرة سورية.

ويُعد (ج.ع) من أبرز المخلصين الجمركيين في سوريا، ولديه شركةٌ للشحن البريّ والتخليص الجمركي بين سوريا ولبنان والأردن، ويتمتّع بعلاقات واسعة مع كبار رجال أعمال نظام الأسد.

وأثبتت “التحقيقاتُ” التي أشرف عليها شخصياً رئيس “الفرع 293” في “الأمن العسكري” العميد “آصف الدكر”، بحسب “المدن”، عن تورّط النقيب (ت.أ) و(ج.ع)، بقضايا تهريب المخدرات من وإلى سوريا، وتهريب أدوية مخدِّرة إلى العراق ولبنان.

و قالت لـ”المدن”، إنّ (ج.ع) اعترف خلال “التحقيق” على ابن أحدِ الضباط الكِبار في أجهزة نظام الأسد الأمنية، مُتهماً إياه بالتوّرط أيضاً بقضية التهريب، فضلاً عن الاعتراف على موظفين كبار في وزارة الصحة وضباط مخابرات. ويدير شبكةَ التهريب تلك “وسيم بديع الأسد”، وهو تاجر مخدرات وسلاح وسيارات مسروقة، ولديه عصابةٌ خاصة، ومطلوبٌ أمنياً وجنائياً مع وقف التنفيذ.

وكشفت تحقيقاتُ نظام الأسد الأمنية، عن تهريب تلك الشبكة لأجهزة اتصال فضائي من لبنان إلى العراق، عبر سوريا، وتهريبِ موادٍ طبية مُخدِّرة إلى لبنانَ، عبرَ حمص وحماة، بالتنسيق مع ميليشيا “حزب الله”.

وأجرى الاحتلال الروسي مؤخراً تغييراتٍ كبيرةٍ في الضابطة الجمركية، طالت عشراتُ الضباط الذين تمّ نقلُهم بين المحافظات، مع تغييراتٍ شاملةٍ طالت المسؤولين عن النقاط الحدودية والدوريات المنتشرة على طول الطُرقِ البرية.

وكانت دورياتُ تتبعُ لـ”أمن القصر الجمهوري”، قد اعتقلت مخلّصينَ جمركيين، في نيسان الماضي، بطلبٍ من الاحتلال الروسي وبالتنسيقِ معه. وطالت الحملةُ مخلّصين جمركيين مُقربين من شقيق رأس نظام الأسد “ماهر الأسد”، و”أيهم كمال الأسد”، ورئيس “الهلال الأحمر” خالد حبوباتي، ورجلَ الأعمال محمد حمشو، وآخرين من العاملين في مجال التخليص الجمركي. وأشارتْ “المدن” إلى أنّ الحملة موجّهةٌ لمصادرةِ أكبرَ كميةٍ ممكنةٍ من الموارد المالية التي جناها تجارُ الحرب خلال السنوات الماضية، أو على الأقلِّ مشاركتهم أرباحَهُم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى