هجرةٌ جماعيّةٌ من مناطقِ نظامِ الأسدِ باتجاهِ دولٍ جديدةٍ مروراً بغاباتِ الأمازونِ

غادر خلال الأسبوعين الأخيرين أكثرُ من 70 شابّاً وشابّةً من مدينة السويداء جنوبي سوريا عبرَ مطار بيروت الدولي نحو دولِ منطقة الكاريبي، خصوصاً غويانا وسورينام.

وأفادت مصادرُ إعلاميّة بأنَّ معظم المغادرين يقصدون غويانا الواقعة بالقرب من البرازيل، والتي تتبع إدارياً لفرنسا، ويهدفون بعد الوصولِ لطلب اللجوء الذي يمكّنُهم من خلاله السفرَ إلى فرنسا.

وقال أحد المغادرين إنَّهم يعرفون كلَّ التفاصيل ودرسوا كلَّ الطرق ومخاطرها، مؤكّداً أنَّهم غامروا بكلِّ ما يملكون للهروب من واقعهم السيّئ ومن حياة بلا مستقبل، مشدّداً أنَّهم لن يعودوا مهما كانت الظروف.

وقال ناشط مدني من المشاركين في الرحلة، إنَّها “رحلةٌ خطرة يقبل عليها كثيرون من راغبي الهجرة، وبعضُهم باع بيته، وآخرون استدانوا تكاليفَ السفر، وهم يغامرون بعبور غابات الأمازون باستخدام مراكبَ بدائية للوصول إلى مقصدهم، فضلاً عن التعامل مع المهرّبين ومكاتبِ السفر. هذه الرحلات جزءٌ منها قانوني، لكنَّ معظمها يتخلّله الكثيرُ من المخاطر، ولا تختلف كثيراً عن رحلات عبور البحر المتوسط”، وِفق ما نقلَ عنه موقع العربي الجديد.

كما قال أحدُ الواصلين منذ أشهر وينتظر قرارَ قبولِ الإقامة “لم يكن قرارُ الهجرة سهلاً، لكنَّنا لا نفكّر في العودة مهما كان ردُّ دائرة الهجرة، فقد استنفدنا كلَّ فرصِ العيش بكرامة في بلدنا، ونبحث عن أيّ بلدٍ يحكمه القانونُ والعدالة الاجتماعية ونشعر فيه بالأمان”.

وقارنَ بين أماكن الإيواء التي يعيش فيها المتضرّرون من الزلزال في سوريا، و”الكامب” الذي يعيش فيه مع عائلته ريثما يحصلون على الإقامة، مبيّناً “نحن في فندق خمس نجومٍ بالنسبة إلى أهلنا في سوريا، فمنذ وصولنا تسلّمنا سكناً عائلياً، ونحصل على الإعاشة بانتظام، ونستطيع التجوّل كما نشاء”.

وتشهد محافظةُ السويداء منذ سنواتٍ موجات كبيرة من الهجرة، وخاصةً من الشباب الذكور، واعتبرت إحصائيات غير رسمية أنَّها من بين الأعلى في سوريا مقارنةً بعدد السكان، وقد توزّعت وجهاتُ السفر بين دول أوروبا وأميركا الجنوبية وكندا، بالإضافة إلى دول الخليج والعراق، وخصوصاً إقليم كردستان.

ويرى أبناءُ السويداء أنَّ السببَ الأول للهجرة الجماعية هو الهروبُ من الخدمة العسكرية، إلى جانب تردّي الوضعين المعيشي والأمني، وانعدامُ الثقة بالمستقبل، وتراجعُ الأمل في وجود انفراجة قريبةٍ للوضع السياسي في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى