هل يستهدفُ متزعِّمُ ميليشيا “صقور الصحراء” قاعدةَ حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية؟

لا يتوقف الطيران المسيّر “درون” عن استهداف قاعدة الاحتلال الروسي في مطار حميميم في اللاذقية، ويعلن المحتل الروسي عن الأمر حيناً ويهمله أحياناً، ويترَكُ لوسائل إعلام نظام الأسد نقل ما تشاء من أخبار عن هذه العمليات، فترِدُ المعلومات متباينة لكنّها تدورُ في فلك اتهام الفصائل الثورية في ريفي اللاذقية وإدلب، وأحياناً تكتفي بإطلاق صفة “المعادي” عليها لكنّ جميع وسائل الإعلام الموالية تتّفق على “نجاح” تصدّي وسائط الدفاع الجوي للاحتلال الروسي و قوات الأسد للدرون.

شهود عيان من سكان مدينتي جبلة والقرداحة، أكّدوا أنّ سيارات الإسعاف والإطفاء دخلت إلى القاعدة عقب أكثر من استهداف، وأكّدوا مشاهدتهم لألسنة اللهب داخلها أكثر من مرّة, وسط امتناع جيش الاحتلال الروسي وقوات الأسد الافصاحَ عن حجم الخسائر والإصاباتِ داخلَ المطار.

ونقلت صحيفة “المدن” عن مراسل شبكة إعلام اللاذقية المعارضة قوله “إنّ هجوم الـ”درون” على المطار بات مشهداً يتكرّر بشكلٍ شبه يومي، بين الساعة العاشرة ليلاً والواحدة صباحاً، وتواجهه الرشاشات المتوسطة بإطلاق نارٍ كثيف من جهات متعدّدة، منها المطار. وأشار إلى أنّ شبكات إعلام موالية تنقل أحياناً بالصوت والصورة ببثٍّ مباشر ما يجري.

وأضافت “المدن” أنّ سكان المنطقة، يعرفون ما لا يعرفه الآخرون، ويتحدثون عن جهتين على الأقل تقفان خلف استهداف قاعدة الاحتلال الروسي في مطار حميميم؛ الأولى هي “هيئة تحرير الشام”، والجهة الثانية فهي ميليشيا مسلّحة يموّلها رجل الأعمال والقائد الميليشياوي “أيمن جابر”، صاحب أحد معامل تصنيع البراميل المتفجرة التي يستخدمها الطيران المروحي التابع لنظام الأسد في استهداف المدنيين في الشمال المحرّر.

وأشارت الى أنّ بعض الغارات بالدرون أقلعت من معمل سابق للعبوات البلاستيكية لأيمن جابر، شرقي قرية البصّة، الذي تحوّل إلى مصنع للبراميل المتفجّرة، ولا تبعد البصّة عن حميميم إلا دقائق، بالدرون.

ويبدو أنّ جابر، وبعد تحجيم ميليشياته القوية “صقور الصحراء” و”مغاوير البحر”، وضمّها لـ”الفيلق الخامس”، قد نقل البندقية من الكتف الروسية إلى الإيرانية. وتشير المصادر إلى أنّ الاحتلال الروسي يتجاهل مصدر هذه الغارات، ويستثمرها عند الحاجة.

الضابط محمد حمادو، يقول إنّ ما يحدث هو “تصفية حسابات بين الفريق الموالي لإيران وبين روسيا”، مشيراً إلى أنّ إحداث الفوضى واستمرار قصف مطار حميميم يترك الجميع بحالة استنفارٍ، ويبقي نيران الحرب مشتعلة.

ويضيف حمادو “الخلاف الروسي الإيراني على حجم النفوذ والمصالح بات واضحاً للعيان، وتغتاظ إيران من التنسيق الروسي الإسرائيلي، لا سيما في حال استهداف مواقعها”. ويشير المقدّم حمادو، إلى احتمال مجموعات أخرى بتوجيه طيران مسيّر لقصف القاعدة الجوية الروسية، بعدما بات الكثير منها يملك هذه النوعية من الطيران، “وقد أسهم غياب دور الدولة والسلطة المركزية بتفلّت الأمور وإفساح المجال لكلِ قائدِ ميليشيا بالتصرّف بمعزلٍ عنها منتهجاً التوجّه العام للفريق الذي يتبعه”.

ولا يعلن الاحتبلال الروسي عن استهداف قاعدته في حميميم، إلا عندما يريد استخدامه لتبرير تصعيد قصفه لمواقع الفصائل الثورية في ريفي اللاذقية وإدلب، بهدف تسهيل تقدّم قوات الأسد والضغط على تركيا لتقديم تنازلات إضافية في مواقع محدّدة أو في شأن سياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى