وعودٌ تركيّةٌ بتحسينِ الأوضاعِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ شمالَ سوريا وتسهيلاتٌ للسوريينَ في تركيا

وعدَ وزيرُ الداخلية التركي بتحسين الأوضاعِ الاقتصادية والاجتماعية للسوريين المقيمينَ في الشمال السوري المحرّرِ، كما وعدَ أيضاً بتسهيلات جديدة للسوريين المتواجدين في تركيا.

جاء ذلك خلال اجتماع مغلقٍ عقدتْهُ شخصياتٌ سورية من منظمات المجتمع المدني، مع وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو”، أمس الثلاثاء 8 شباط، تناول ملفَّ اللاجئين السوريين في تركيا والمشكلاتِ التي تواجههم.

وضمَّ الاجتماعَ إلى جانب صويلو كلاً من مدير الهجرة العامة “سافاش أونلو”، ووالي إسطنبول “علي يرلي كايا”، ونائبه، ومسؤولِ التواصل في رئاسة الهجرةِ العامة في أنقرة، ومسؤولين آخرين في الحكومة التركية.

وذكر المهندسُ “خلدون الملقي”، الذي حضر اللقاءَ، في حديث لموقع “نداء بوست”، أنَّ “صويلو” كان متعاوناً جداً في تعاطيهِ مع القضايا التي طرحَها الحضورُ، وتوجيهِ المختصين لتنفيذها، موضّحاً أنَّ الوزير التركي تحدّث عن إعادةِ الإعمار في الشمال السوري، في مناطق عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”، وتنشيطِ هذه المناطق اقتصادياً واجتماعياً وتشجيعِ عودة السوريين إليها.

وأكّد “صويلو”، أنَّ تركيا ستقوم ببناء 200 ألفِ منزلٍ للراغبين بالعودة إلى تلك المناطق، وستوفّر الفرصَ لمن يفكّر بالانتقال لهناك، لافتاً إلى أنَّ من يأتي من سوريا حالياً يأتي لسببٍ اقتصادي، ولم يعدْ السببُ أمنّي كما كان الحالُ سابقاً، وأوضح “صويلو” أنَّ “من سيأتي من الشمال، سيتمُّ أخذُهم للمخيمات وتعليمُهم اللغةَ و سيُقام لهم دوراتُ تأهيل مهني، وهذه نظرتنا لعام 2023”.

كما أكّد وزير الداخلية التركي على أنَّ بلادَه تحاول تأكيدَ دورها الإنساني على مستوى العالم رغمَ ما يُحاك لها من فتنٍ، وهي ليست سبباً في أيّ من النزاعات حول العالم ولكنّها تحاول مدَّ يدِ العون للمتضرّرين من هذه النزاعات.

وأوضح “صويلو”، “نعمل على تعزيز دورِ المؤسسات الحكومية لإجراء سياسةِ هجرةٍ واضحة، ويجب على منظمات المجتمع المدني أنْ تتحمّل مسؤولياتِها في هذا المجال، نحن وأنتم لسنا كما كنا في البداية بل تزدادُ قوتنا مع بعضنا البعض”.

وشدّد الوزير التركي على ضرورة تعلّمِ المهاجرين اللغةَ التركية والاندماجِ المجتمعي مع البلد المضيف، وتحفيزهم على ذلك.

ويرى “صويلو” أنَّ تجمعَ المهاجرين “سوريين، عراقيين، أفغان” في منطقة واحدة يصعّب عمليةَ الاندماج، كما أشار إلى أنَّ “هناك من يحاول إشعالَ الفتنة بيننا خصوصاً في مناطق الكثافة السكانية للسوريين”، مشيراً إلى أنَّ هناك عصابات تعمل على استقطابَ شبابٍ من مناطق مختلفة من شرق تركيا، وتحريكِهم لافتعال المشكلات مع السوريين، مؤكّداً على ضرورة الحذر من ذلك.

على صعيد آخر، أشار إلى صدورِ تعليمات بقبول تجديدِ الإقامة السياحية للسوريين بغضِّ النظر عن صلاحية جواز السفر، وأنَّه سيتمُّ تحديثُ البيانات عبرَ الـe-devlet قريباً، مشيراً إلى أنَّه تواصلَ مع وزير العمل بخصوص إذنِ العملِ وطلبَ منه العملَ على تسهيل استخراجِ وتجديد إذن العمل للسوريين، وأيضاً بغضّ النظر عن صلاحية جواز السفر.

كما أشار “صويلو” إلى أنَّه تمَّ الشروعُ بتأسيس موقع للشكاوى للأجانب على غرار موقع “جيمر” التركي، كما تمَّ إصدارُ تعليمات بمتابعة ملفّاتِ الجنسية المتوقّفة والمتعثرة، وعدمِ اشتراط وجودِ جواز سفر ساري المفعول عند تقديم الأوراق للحصول على الجنسية التركية الاستثنائية، وإحداثِ هيئة للتقريب بين المجتمعين التركي والسوري تضمُّ سبعةَ أشخاص مع إعلاميين.

وبحسب صويلو فإنَّ الحكومة التركية تحاول أنْ تدرج وتدمج الشبابَ السوري ممن يتقن اللغةَ التركية في العمل معها.

من جانبهم تحدّث السوريون الحاضرون في الاجتماع عن وجود 40 ألفَ طالبٍ يتعلّمون القرآن وهذا يسهّل عمليةَ الاندماج، وأشاروا إلى تقديم الائتلاف الوطني مشروعَ اندماج النساء لمديرية الهجرة، ووعدَهم “صويلو” بمتابعته.

كما تحدّثوا عن مواجهةِ العائلات التي ترغب بالعودة إلى سوريا لمشكلة التعليم، حيث تمَّ الطلبُ من “صويلو” بإنشاءِ مدارس تركية في الشمال ليتابعَ الطلاب العائدون مع ذويهم دراستَهم، وطالبوا أيضاً باستمرار منحةِ الهلال للعائدين لمدّة سنةٍ على الأقل.

وذكر ممثلو الجانب السوري أنَّ معظمَ المنظمات التي تعنى بشؤون السوريين تتلقّى دعمَها من الخارج، وبالتالي فهي تسعى لتوظيف السوريين وتواجه مشكلةً بموضوع أذونات العمل، وقد وعدَ “صويلو” بتسهيل هذه الإجراءات.

كما وجّهوا سؤالاً لوزير الداخلية التركي عن تجنيس أحدِ الزوجين (الزوج أو الزوجة يحمل الجنسية التركية والآخر يحمل كيملك)، حيث وعدَ الوزيرُ بإعادة النظر بذلك خصوصاً بعد مرور عدّةِ حالات تزويرٍ في هذا المجال.

كما تطرّق الاجتماعُ أيضاً إلى موضوع منعِ السوريين ممن يحمل جنسية أخرى من تملك العقاراتِ في تركيا، ووعدَ الوزيرُ بمتابعة هذا الأمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى