وفودُ المعارضةِ السوريةِ ونظامُ الأسدِ والمجتمعُ المدنيُّ تصلُ جنيفَ للمشاركةِ في أولِ اجتماعاتِ اللجنةِ الدستوريةِ
وصلت وفود اللجنة الدستورية الثلاثة إلى مدينة جنيف السويسرية مساء يوم أمس الاثنين لعقد الاجتماع الأول للجنة الدستورية، والتي ستنطلق يوم غدٍ الأربعاء بمشاركة 150 عضواً.
وكان قد توجّه وفداً نظام الأسد والأمم المتحدة من داخل الأراضي السورية صباح أمس الاثنين إلى مدينة جنيف السويسرية من أجل المشاركة في أعمال أول اجتماع للجنة الدستورية السورية، والذي من المفروض انطلاق المناقشات الرسمية لها يوم الجمعة القادم.
وفي ذات السياق كان قد كشف مصدر أممي مطّلع لوكالة “سبوتنيك” الروسية عن أنّ الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية المزمع سيكلّفُ الأمم المتحدة 8 ملايين دولار، لافتاً إلى أنّ المبلغ سيشمل الرحلات الجوية والإقامة والوجبات لـ 150 شخصاً سيناقشون الدستور الجديد لسوريا.
ومن جهته، أكّد “نصر الحريري” رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، أنّ “الهيئة قامت بكافة الأعمال التحضيرية للجنة الدستورية وبقية بنود القرار 2254، وأنّها تفاعلت بإيجابية مع الأمم المتحدة والأسرة الدولية، وأنّها أرسلت قوائمها للجنة الدستورية ومجموعة الصياغة، وسمّت رئيسها المشترك للجنة”.
كما قال المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية “يحيى العريضي” بأنّه “يمكن أنْ يكونَ دستور عام 2012 مرجعاً وفق المواد التي تحتويه وتؤكّد على حقوق المواطن السوري وحرياته وكلّ ما يتماشى مع حقوق الإنسان”، مضيفاً بخصوص مناشدة بيدرسون بإطلاق سراح المعتقلين، حيث قال: إنّ “ذلك إجراء ضروري وأولوية، فلا معنى لأيِّ حلِّ سياسي في سوريا إنْ بقي ملفُ المعتقلين معلّقاً”.
وبدورها صرّحت عضو لجنة الدستور السورية عن وفد الأمم المتحدة “ميس كريدي” قائلةً: “مشاركتنا في اللجنة الدستورية إلى جانب وفدي حكومة النظام والمعارضة سيكون لها تأثير”، مضيفةً: “أعتقد أنّ وفدَنا يتمتّع بالحيادية السياسية، نعمل بكلِّ قدرتنا على أنْ يكونَ دستور سوريا القادم دستوراً عصرياً، يكرس حالة الدولة، بعيداً عن التبعية السياسية لأحد”.
كما قالت “ميس كريدي” من مطار دمشق الدولي قبل التوجّه إلى جنيف على متن طائرة روسية خاصة: “كثُرَ الحديث عن وجود أكثر من نسخة للدستور السوري كما رُوِّجَ له سابقاً، ولكن توجّهنا إلى جنيف لإقرار دستور سوري يجعل كلّ ما يُقال عن نسخ دستورية هي إشاعات، نحن نذهب وأنا من ضمن اللجنة المصغّرة، وسنعمل على دستور جديد أساسه هو دستور عام 2012”.
يُشار إلى أنّ طائرتين خصّصتهما الحكومة الروسية لنقل 78 من أعضاء لجنة مناقشة الدستور، (50 عضواً يمثلون وفد نظام الأسد) و(29 يمثلون المجتمع المدني ووفد الأمم المتحدة)، من مطار دمشق الدولي إلى مطار جنيف مباشرة، إضافة إلى وفد إعلامي تابعٍ لنظام الأسد.