وكالاتٌ أمميّةٌ تدعو للتحرّكِ بشأنِ مأساةِ غرقِ “قاربِ الموتِ” قبالةَ السواحلِ السوريةِ
وصفت الأممُ المتحدة غرَقَ قاربٍ على متنِه مهاجرون قبالةَ السواحل السورية بالمأساة التي تفطر القلب، في حين دعتْ منظّمةُ الهجرة الدولية والمفوضيةُ السامية لشؤون اللاجئين ووكالةُ غوث وتشغيلِ اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إلى “اتخاذِ إجراءات فوريّة لمعالجة الأسباب الجذرية”.
وأكّد المتحدّثُ باسم الأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” للصحفيين أنَّ الأسوأ من ذلك هو “أنَّنا نعلم أنَّه يمكن منعُ مثلِ هذه الحوادث إذا أدارتْ الدولُ تدفقَ الأشخاصِ والمهاجرين واللاجئين بطريقة منسّقة. إذا لم يُترك تنقّلُ الأشخاصِ بيدِ العصابات الإجرامية والمهرّبين”.
من جانبها، أكّدت منظّمةُ الهجرة الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، على ضرورة “تقديمِ المزيد من الدعم الإنساني والإنمائي إلى أولئكَ اللاجئين والمجتمعات المضيفة”.
وقالت الوكالاتُ الأمميّةُ في بيانٍ مشترك صادرٍ بعد ظهرِ أمس الجمعة، إنَّ “حطامَ السفينة قبالةَ الساحل السوري في وقتٍ متأخّرٍ من يوم الخميس هو ببساطة مأساوي.”
وأوضحت الوكالات أنَّها تتابع الحادثَ المأساوي مع السلطات المعنيّة في لبنان، وستقدّمُ الدعمَ للعائلات الثكلى، كما ستقدّم المفوضيةُ في سوريا بعضَ الدعم المادي للناجين في مدينة طرطوس الساحلية.
ودعت الدولُ الساحلية إلى “زيادةِ الجهودِ لبناء قدرتها على تقديم خدماتِ البحث والإنقاذ والعملِ على ضمان إمكانية التنبؤ في تحديدِ أماكنِ الإنزالِ الآمنةِ”.
وسلّطت الوكالاتُ الثلاث الضوءَ في بيانها المشترك على “أهمية اتّخاذ إجراءاتٍ للتصدّي للأسباب الجذرية لهذه التحرّكات وأهمية أنْ يعزّز المجتمعُ الدولي، بما يتماشى مع مبدأ تقاسم المسؤولية، والوصول إلى مسارات بديلةٍ أكثرَ أماناً لمنعِ الأشخاص من اللجوءِ إلى الرحلات المحفوفة بالمخاطر”.
وأشارت إلى أنَّه “يجب أيضاً تقديمُ المزيد من الدعم الإنساني والإنمائي إلى أولئك النازحين والمجتمعات المضيفةِ في جميع أنحاءِ المنطقة للمساعدة في وقفِ معاناتهم وتحسينِ ظروفهم المعيشية وفرصِهم”، وفي حال الإخفاق في القيام بذلك، “فسيستمرُّ اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون والنازحون داخلياً في القيام برحلات خطرِةٍ بحثاً عن الأمان والحماية وحياةٍ أفضلَ”، بحسب البيان المشترك.
وقال “فيليبو غراندي”، مفوضُ الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، “هذه مأساة أخرى مؤلمةٌ ونتقدّم بأحرّ تعازينا لجميع المتضرّرين”.
ودعا “غراندي” المجتمعَ الدولي إلى التضامن الكامل للمساعدة في تحسينِ ظروف النازحين قسراً والمجتمعات المضيفةِ في الشرق الأوسط، لا سيما في البلدان المجاورة لسوريا.
من جهته، قال “أنطونيو فيتورينو”، المديرُ العام للمنظمة الدولية للهجرة، “لا ينبغي أنْ يضطّرَ الأشخاصُ الباحثون عن الأمان إلى القيام برحلاتِ هجرة محفوفة بالمخاطر ومميتةٍ في كثير من الأحيان”.
وأضاف، “يجب أنْ نعملَ معاً لزيادة المسارات الآمنة والقانونية للهجرة النظامية للمساعدة في تقليلِ الخسائرِ في الأرواح وحمايةِ الأشخاص المستضعفين أثناء التنقّل”.
أما المفوض العام للأونروا، “فيليب لازاريني”، فقال عن الحادث، “هذا ببساطة مأساوي. لا أحد يقرّر ركوبَ قوارب الموت هذه بسهولة. يتخذ الناسُ هذه القرارات المحفوفة بالمخاطر، ويخاطرون بحياتهم بحثاً عن الكرامة”.
وشدّد “لازاريني” على أنَّه “ينبغي علينا أنْ نفعلَ المزيد لتوفير مستقبل أفضل والتصدّي للشعور باليأس في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك بين لاجئي فلسطين”.
وفي وقتٍ سابق، قالت وزارة النقل في حكومة نظام الأسد إنَّ القارب، الذي يحمل بين 120 و150 مهاجراً من عدّة جنسيات، قد غرِقَ قربَ سواحل جزيرة أرواد بمحافظة طرطوس.
وعُثر على غالبيةِ الضحايا والناجين في جزيرة أرواد، ومنهم من وُجِد عند ساحل مدينة عمريت والمنطار وغيرِها من المواقع.
وأظهرت الصور جثثَ أطفالٍ ورجال وسيدات عائمةً على وجه الماء وهي ترتدي سترات نجاة، وصلت بعضُها إلى شواطئ جزيرة أرواد.
وفي حصيلة غيرِ نهائية، قال تلفزيون نظام الأسد إنَّ عددَ ضحايا “قارب الموت”، وصلت إلى 86، فيما تمَّ إنقاذ 20 شخصاً ويتلقّون العلاجَ في مشافي طرطوس.