ياسين أقطاي يتساءلُ: هل انعدمَ العقلُ السليمُ حيالَ قضيةِ اللاجئينَ؟

قال مستشار رئيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا “ياسين أقطاي”، إنّه من الواضح أنَّ قضية اللاجئين السوريين في بلاده من أكثر المواضيع التي ستُثار في كلِّ مناسبة خلال المرحلة المقبلة، موضّحاً أنَّ القضية ذات مكاسبَ من الناحية السياسية.

جاء ذلك في مقال لمستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعنوان، “هل انعدم العقل السليم حيالَ قضية اللاجئين؟”، ونشره موقع “ترك برس”، الثلاثاء 3 أب.

وأضاف، “لا أحدٌ يثير هذه القضية وهو مكترث بجودة البلد أوالمستوى الذي انزلقت فيه حقوق الإنسان. بل هو بكلِّ بساطة وأريحية يتوقّع من الدولة ضرورة إرسال هؤلاء اللاجئين على الفور دون تردّد”.

وأشار “أقطاي” مستغرباً، إلى أنَّ “هؤلاء الذين يطالبون بذلك، هم أكثر الأشخاص الذين يشتكون مما يسمّونه استبداد الدولة. حيث أنَّ أولئك الذين يعتبرون أنفسهم بالفطرة مواطنين الدرجة الأولى للدولة، يرون أنّه من المفروض على الدولة أنَّ لا تتوقّف عن معاملتهم في هذا الإطار، لدرجة أنَّ بإمكانهم مطالبة الدولة بمعاملة اللاجئين بطريقة خارجة عن إطار القانون الدولي إذا لزم الأمر”.

ولفت “أقطاي” إلى أنَّ أولئك الذين يشتكون من تقديم الرعاية الصحية من قِبل الدولة للسوريين، يتغافلون أنَّ الدولة ذاتها تقدّم لمواطنيها في الأصل أفضل رعاية صحية مجانية في العالم، منذ العام 2002، مؤكّداً أنَّ مجرد الانزعاج من تقديم الدولة ذاتها هذه الخدمة الصحية للاجئين، يعتبر مشكلة إنسانية خطيرة.

وشدّد على أنَّ الشكاوى حول حصول اللاجئين السوريين على العلاج والدواء مجاناً، وأنَّ الحكومة التركية تقدِّم المساعدات للسوريين دون الأتراك “بعيدة عن الواقع بشكل تامٍ”، مؤكّداً أنَّ “أيَّ سوري لا يتمتّع في الواقع بمعاملة أكثرَ امتيازاً من المواطن التركي، إلا أنَّ بعض العبارات والشائعات تُردّد بالمجان”.

ورأى أنَّ هناك من يحاول تأجيج لغة الحقد والكراهية والتحريض بلغة الغضب والتذمّر، بهدف جعل السياسة أمراً مستحيلاً، وفي خضم ذلك الغضب لا أحدٌ يستطيع أنْ يوضّح شيئاً للآخرين لأنَّه لا يوجد أحدٌ يريد أنْ يستمع.

واعتبر أنَّ بلاده لم تتمكّن من وقفِ تدفّق اللاجئين بشكلٍ كامل من سوريا إلا من خلال عملياتها في سوريا، والتي فتحت الطريق أمام عودة بعض اللاجئين الذين أرادوا ذلك طوعاً لا كرهاً، وفقَ تعبيره.

وتساءل مستشار الرئاسة التركية، قائلاً، “كيف تتوقّع من الدولة التي تحثّها على معاملة الآخرين بصورة غيرِ قانونية، أنْ تعاملك غداً بشكل حسنٍ وقانوني؟”، و”كيف تتوقّع من شخصٍ اعتاد على إظهار وجهه القاسي وغير المحترم إزاءَ الآخرين، أنْ يكون محترماً ورحيماً معك؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى