روسيا تستحدثُ قاعدةً عسكريّةً على حدودِ تركيا بريفِ حلبَ .. ما الهدفُ منها؟

أعلنت وزارةُ الدفاع الروسية، إنشاءَ قاعدةٍ عسكرية مشتركةٍ مع قوات الأسد، في مدينة عين العرب (كوباني)، شمالَ شرقي حلب، عند الحدود السورية- التركية، والخاضعةِ لسيطرة ميليشيا “قسد” المدعومةِ من الولايات المتحدة.

وقال نائبُ “المركز الروسي للمصالحة”، العقيد أوليغ إيغناسوك، إنَّ القواتِ المسلّحة الروسية في سوريا، أقامت قاعدةً عسكرية مشتركةً مع قوات الأسد، في كوباني، بمحافظة حلب، في المنطقة القريبةِ من الحدود السورية- التركية.

ولفت المسؤولُ في المركز التابعِ لوزارة الدفاع الروسية، الى أنَّ تشييدَ القاعدةَ يأتي من ضمن الإجراءاتِ “لمراقبة نظام وقفِ إطلاقِ النار بين الأطراف المتنازعة”. 

الإعلانُ الروسي عن إنشاء القاعدةِ أثار تساؤلاتٍ حول التوقيت، خاصةً أنَّه جاء فيما تُوحي كلُّ المعطيات باقتراب موعدِ اللقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورأس نظام الأسد، برعاية وتنسيقٍ روسي.

ويرى مراقبون للوضع السوري أنَّ توقيتَ الخطوةِ الروسية يندرج في إطار محاولاتِ روسيا تذليلَ العوائق التي تؤجّل لقاءَ “أردوغان-الأسد” المُرتقب، معتبرين أنَّ “روسيا تريد التأكيدَ لتركيا التي تتخوّفُ على أمنِها القومي، أنَّها هي ستكون الضامنَ للحدود، لإدراكها بعجز قواتِ الأسد”.

وتهدف روسيا من وراء القاعدة، إلى تركيز وجودِها عند حدود تركيا، الدولةِ العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أولاً، وهو ما يخدمِ الحسابات المتعلّقة بصراعها مع الغرب بسبب أوكرانيا، وثانياً تُسهّل القاعدةُ على روسيا مهمّةَ التوسّط بين تركيا ونظام الأسد، كما حصل مع الأردن في درعا، بعد اتفاقِ التسوية في العام 2018.

كما اعتبر خبيرٌ مختصٌّ بالشأن العسكري أنَّ لإنشاء القاعدة هدفاً روسيّاً وتركيّاً مشتركاً، وهو التضييق على الولايات المتحدة في سوريا.

وقال إنَّ موسكو وأنقرة تريدان زيادةَ الضغط على واشنطن، صاحبةِ النفوذ في مناطق سيطرة “قسد”، ويمكن أيضاً أنْ يكونَ هدفُ القاعدة حلَّ “قسدٍ” في مرحلة لاحقةٍ، كونها لم تستجِب لأيِّ مطلبٍ من مطالب نظام الأسد في المفاوضات معه، والنظام والروس يقدّران أنَّ نقطةَ ضعفِ “قسد”، يتمثّلُ بعدم تقديم واشنطن أيَّ وعدٍ سياسي لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى