رئيس الهية العليا للمفاوضات: مشروع الحسم العسكري لروسيا في إدلب أصبح بعيد المنال (مقطع صوتي)
رجّح “نصر الحريري” رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية بأن يكون إعلان تشكيل اللجنة الدستورية قبل نهاية العام الحالي
وفي الوقت الذي تصعّد فيه موسكو من حملتها العسكرية على ريفي إدلب وحماة، رأى “الحريري” أنّ “روسيا تربط اللجنة الدستورية بأمرين، أولهما يأتي من خلال التطورات الميدانية التي تحدث على الأرض بحجْة الإرهاب وذلك بقصف المدنيين ومعاقبة المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، والأمر الثاني يرتبط بإعادة علاقات الدول الإقليمية والمجتمع الدولي مع النظام.
وأضاف “الحريري” حول ذلك قوله: “روسيا لا تريد أن تطلق العملية السياسية بدون ثمنٍ، وطبعاً هذا الموضوع لن يتحقق، ومن مصلحة الجميع أن يتم تطبيق القرار الدولي كما هو دون رغبة طرف ما”.
كما أكّد “الحريري” بأنّ “الهدف الروسي من التدخل في سوريا كان وراءه دعم النظام لتحقيق حسم عسكري، ومن ثم قد يأتي الحلّ السياسي وفقاً للمزاعم الروسية”، لافتاً إلى أنّ “أيّ تصعيد عسكري تقوم به روسيا تتذرع فيه بحجّة محاربة الإرهاب”، وفق ادعاءاتها.
وتابع “الحريري” قائلاً: “اليوم إذا نظرنا إلى إدلب نرى أنّ الذي يُستهدف هم المدنيون, والبنى التحتية، والمشافي، والمدارس، والأسواق الشعبية، وأمر محاربة الروس للإرهاب هو أمر غير صحيح أبداً وفقاً لما يتمّ قصفه”.
ونوّه “الحريري” إلى الجهود الحثيثة التي تقوم بها الهيئة العليا للمفاوضات مع مختلف الأطراف بدءاً من تركيا التي هي جزء من اتفاقية خفض التصعيد في شمال سوريا، بالإضافة للتواصل مع الأطراف العربية ومع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف “الحريري” قائلاً: إنّ “ملفَ إدلب له بُعدٌ دولي، فهو يتعلق بمسائل الإرهاب واللاجئين وعدم الاستقرار الإقليمي وتصدير الأزمات إلى خارج سوريا، وكذلك تأثير هذه المعركة على العملية السياسية، وبالتالي كلّ الأطراف التي نتواصل معها هي أصحاب مصلحة بوقف إطلاق النار في إدلب، وجهودنا مستمرة ونتمنى في وقت قريب من إحراز نتيجة توقف التصعيد العسكري، والذي تتحمّل روسيا مسؤوليته بشكل مباشر بما توفّره من دعمٍ سياسي، وما توفّره من غطاءٍ جوي، والذي من دونه لما كان باستطاعة النظام إحراز أي تقدم”.
كما اعتبر رئيس الهيئة العليا للمفاوضات أنّ “كل ما يحدث من تطورات على الأرض لا يَسرّ الروس، ابتداءً من التواجد الأمريكي في مناطق شمال شرق سوريا، فضلاً عن المفاوضات الأمريكية التركية على المنطقة الآمنة”.
وأردف “الحريري” أيضاً بأنّ “وجود الجيش الحرّ وأكثر من ٣ ملايين في الشمال السوري، إضافة إلى نقاط المراقبة التركية، وكذلك عدم قدرة الروس على اجتياح المنطقة، ما جعل مشروعهم في الحسم العسكري بعيد المنال، كان كلّ ذلك يفسر الهجمة الهستيرية لروسيا على إدلب التي ترتكب فيها جرائم حرب ضد المدنيين”.
مضيفاً: إنّ “العملية السياسية الآن شبه متوقفة فلا وجود الآن للتفاوض، أما ما يجري على الأرض بحجة محاربة الإرهاب فهو حرب إبادة تمارس ضد المدنيين، ونرى اليوم أنّ العالم كلّه يقف ضد هذه المعركة، فالكلُّ يعلم أنّه وفقاً لمبادىء القانون الدولي لا يوجد مبرر بحجة محاربة الإرهاب أن يتمّ التغاضي عن القانون الإنساني الدولي”.
كما لفت “الحريري” إلى أنّ “المسؤول الأساسي عن الإرهاب في سوريا هو النظام وداعموه”، مضيفاً بأنّهم “هم الذين مارسوا إرهاب الدولة الممنهج ضد المدنيين، وهم الذين استجلبوا قوات مرتزقة تقاتل تحت لواء الحرس الثوري الإيراني”.