الـ “تويتر” في مصر يشتعل دعماً للسوريين وردّاً على الدعوات العنصرية بحقّهم
أطلق مغرّدون مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي وسماً تضامنياً مع اللاجئين السوريين الموجودين في مصر، والذي حمل عنواناً “السوريين منوّرين مصر”.
الوسم الذي جاء وفقاً لما كتبه المغردون المصريون ردّاً على الحملات التحريضية ضد السوريين، والتي بدأت بعد أن رفع المحامي المصري المشهور “سمير صبري” طلباً للقضاء في بلاده من أجل التدقيق في أموال المستثمرين السوريين في مصر.
وجاء هذا الوسم التضامني مع السوريين ردّاً إضافياً على الحملات العنصرية ضد السوريين من قبل الكتائب الإلكترونية لنظام الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، وبعض الأطراف المحسوبة على الأجهزة الأمنية.
وكان قد لاقى الوسم التضامني هذا انتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتمّ التفاعل معه بشكلٍ كبيرٍ، وهاجم المغرّدون الطلب الذي تقدّم به المحامي المصري، واعتبروه إهانة لهم وللشعب المصري الذي يكنّ للسوريين وداً ومحبةً، ويرفض إطلاق لفظ “اللجوء” عليهم، وأكّدوا أنّهم وسط أهلهم وبين إخوتهم في بلدهم الثاني مصر.
كما تصدّر وسم “السوريين منورين مصر” قائمة الأكثر تفاعلاً في مصر على موقع تويتر لعدّة ساعات يوم أمس الاثنين، ليتحوّل لمظاهرة إلكترونية عبّر فيها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المصريين عن شدّة حبهم للسوريين.
وأشاد المغرّدون أيضاً بالمواطنين السوريين المقيمين في مصر، وبمعاملتهم وطريقة تعاملهم مع المصريين، وبتاريخهم وتراثهم الحضاري، وما قدّمه السوري في إغناء الثقافة المصرية والاقتصاد المصري، على عكس ما يحاول البعض ترويجه وإشاعته.
وكان المحامي المصري المشهور “سمير صبري” قد تقدّم بطلبٍ للقضاء في بلاده، للتدقيق في أموال المستثمرين السوريين وحصرها من الذين حققوا أرباحاً هائلة وتفوّقوا على المصريين، وفقاً لقوله.
وجاء في مذكرة “صبري” التي رفعها للقضاء: “دخلت الأموال عن طريق السوريين في مجالات كثيرة، وغزا السوريون المناطق التجارية في أنحاء مصر والإسكندرية، واشتروا وأجّروا المحلات التجارية بأسعار باهظة وفي مواقع مميْزة، واشتروا كذلك الشقق والفيلات، وأصبحت مدينة السادس من أكتوبر وكأنها مدينة سورية، وبدت مدينة الرحاب التي تبعد عن القاهرة موقعاً تجارياً وسكنياً للسوريين وعائلاتهم”.
ويبلغ عدد السوريين الذين قصدوا مصر حتى تشرين الثاني عام 2018 نحو 242 ألف لاجئ، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حين ترفع بعض التقديرات الإعلامية هذا العدد إلى نحو ثلاثة أضعاف، ليشكّلوا بذلك أكبر جالية عربية في مصر.
ويعتبر السوريون عنصراً فعالاً في الاقتصاد المصري، حيث بلغت قيمة التدفقات الرأسمالية الناتجة عن تأسيس شركات جديدة مملوكة لمستثمرين سوريين في مصر خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2018 نحو 69.93 مليون دولار، وفق تقرير حكومي صادر عن وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة.