انتقاماً من رامي مخلوف وشركتِه سيريتل.. نظامُ الأسدِ يصادقُ على تنفيذِ اتفاقيةِ مشغلِ إيراني ثالثٍ للخليوي في سوريا
تداولت مصادر محلية أنباء حول نيّة نظام الأسد إعادة إحياء عقد سابق مع مشغل إيراني ثالث لشبكة اتصالات خليوية، حيث يأتي ذلك وسط أنباء عن تصاعد الخلاف ضمن العائلة الحاكمة (بشار الأسد ورامي مخلوف) على حصص اقتصادية شديدة الربحية في مرحلة ما بعد الحرب.
ويحتكر سوق الاتصالات الخليوية في سوريا منذ العام 2000 شركتي اتصالات وهما شركة “MTN” التي باعتها عائلة “ميقاتي” اللبنانية للشركة الأم في جنوب أفريقيا، إلا أنّه من المعروف أنها من حصة رأس النظام “بشار الأسد” المالية، في حين أنّ الشركة الأخرى “سيريتل” تعود لابن خاله “رامي مخلوف”، رغم أنّه تنازل نظرياً عن حصصه فيها وعن مقعده كمدير مجلس الإدارة في نهاية العام 2011 لصالح شركتين يملكهما أيضاً.
وكانت حكومة نظام الأسد قد بدأت في العام 2010 البحث عن مشغل خليوي ثالث لتوسيع الأسواق السورية واستقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية، وكان من بين الشركات المتقدمة، الشركة الإيرانية “Toseye Eatemad Mobin”، والتي تعتبر مرتبطة بشبكة أعمال الحرس الثوري الإيراني الاقتصادية.
وفي نهاية العام 2016، عادت حكومة النظام وأكّدت على اهتمامها باستقبال مشغل ثالث للخطوط الخليوية، حيث من المتوقع أنْ يكونَ العقد الذي كان مطروحاً للاستثمار لـ 20 سنة، وبضريبة تدفع لمرّة واحدة عند توقيع العقد، وضرائب سنوية على نسبة الأرباح، ويتوقع أنْ تحوزَ شركة الاتصالات السورية التابعة للنظام التي تحتكر الاتصالات الأرضية على 20% من الشركة العاملة كمشغل ثالث للخليوي.
وكان رئيس حكومة النظام “عماد خميس” قد زار طهران في بداية 2017 ووقّع مذكرات تفاهم تتعلق بتشغيل شركة إيرانية تدور في فلك “الحرس الثوري الإيراني” لمشغل ثالث للخليوي في سوريا.
حيث أنّ الشريك السوري المحلي للمشغل الإيراني كما ظهر في الصفقة المؤجلة في العام 2016، هو رجل الأعمال الموالي للنظام “محمد حمشو”، والذي يعتبر الواجهة المالية لشقيق رأس النظام العميد “ماهر الأسد”.
وتشير تقارير إلى أنّ ما يحدث حالياً هو جزء من صراع آل الأسد مع ابن الخال (رامي مخلوف)، إلا أنّه من الصعب التأكد من هذه المعطيات، ويبدو أن دخول “الحرس الثوري الإيراني” إلى شبكة الاتصالات السورية، سيزيد من السيطرة الإيرانية على البلد، فوصول الحرس الثوري لشبكة الاتصالات السورية سيعطيه فرصة مهمة جداً لمراقبة الاتصالات السورية عامةً.