رأسُ نظامِ الأسدِ ينكرُ جرائمَه ويتحدّثُ عن مرحلةٍ انتقاليةٍ معَ “قسد”
أنكر رأس نظام الأسد جميع الجرائم المتعلّقة به وبقواته العسكرية والأمنية منذ 2011، وذلك ضمن حوار أجرته قناة “RT” باللغة الإنكليزية معه, ونشر اليوم الاثنين.
وأنكر رأس نظام الأسد جميع الجرائم، بدءاً من قتل الطفل حمزة الخطيب في درعا بعد تعذيبه، والذي كان شرارةَ خروج المظاهرات السلمية، ووصولاً إلى القصف الجويّ الذي تتعرّض له محافظة إدلب حالياً.
وتعلّقت الأسئلة بعمليات التعذيب في معتقلات نظام الأسد، والذي أنكر وجودها وقيام قواته بعمليات تعذيب، قائلاً: “لماذا نستخدم التعذيب؟ هذا هو السؤال، لماذا؟ هل هو وضع نفسي، لمجرد أنّك تريد أنْ تعذّب الناس بهذه الطريقة السادية؟ لماذا نمارس التعذيب؟ هل لأنّنا بحاجة إلى المعلومات؟! لدينا كلُّ المعلومات”.
وعن القصف الكيماوي الذي نفّذته قواتُه في السنوات الماضية، زعم رأس نظام الأسد: “كلُّ واحدة من هذه القصص لم تكن أكثر من مزاعم.. إنّ من تحدّث عن حصول استخدام للأسلحة الكيميائية ينبغي عليه إثبات روايته، وهو من يجب أنْ يقدّم الأدلة على أنّه قد تمّ استخدامها”.
وفي آخر تقرير لها، 21 من تشرين الأول الماضي، وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” 72 أسلوبَ تعذيبٍ يستخدمها نظام الأسد في سجونه ومعتقلاته ومراكز الاحتجاز والمشافي العسكرية التابعة له.
وقالت في تقريرها إنّ “ما لا يقلُّ عن 1.2 مليون مواطن سوري على الأقلّ، قد مرَّ بتجربة اعتقال في سجون النظام، منذ اندلاع الحراك الشعبي في سورية، في آذار 2011، منهم 130 ألف شخص لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري”.
أما فيما يخصّ الهجمات الكيماوية وثّقت شبكات حقوقية، بينها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، قرابة 221 هجوماً كيميائياً لنظام الأسد منذ 23 كانون الأول 2012 وهو تاريخ أول استخدام موثَّق للسلاح الكيميائي في سورية حتى الرابع من نيسان 2019.
من جانب آخر تحدّث رأس نظام الأسد في أثناء حواره عن مرحلة انتقالية مع ميليشيا “قسد”.
وقال ردّاً على سؤال يتعلّق باتفاقه الأخير مع “قسد” شرقي سورية: “لنقل إنّنا في مرحلة انتقالية، لأنّهم سيحتفظون بأسلحتهم الآن، لكنّنا دعوناهم للانضمام إلى الجيش السوري. بعضهم رفض”.
وتابع: “لكن في الأيام القليلة الماضية قال بعضُهم إنّهم مستعدّون للانضمام إلى الجيش السوري. وبالتالي، لا نعرفُ حتى الآن ماذا سيحدث، إلا أنّنا دعوناهم للانضمام إلى الجيش كي نعودَ إلى الوضع الطبيعي الذي كان سائداً قبل الحرب”.
وكان نظام الأسد قد أبرم اتفاقاً في الأيام الماضية مع “قسد”، قضى بنشر قواته في المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة شرقي سورية، وخاصة الحدودية، وذلك من أجل وقفِ تقدّمِ الجيش التركي، في إطار عملية “نبع السلام” التي أطلقها.
ورغم دخول قوات الأسد إلى مناطق شرقي سورية، ما تزال المواجهات مستمرّة، وبشكلٍ أساسي في محور جنوب رأس العين بريف الحسكة.