صحيفةُ الشرقِ الأوسطِ: الحلُّ في سوريا لم يعدْ في يدِ بشارِ الأسدِ
قالت صحيفة الشرق الأوسط إنّ رأس النظام “بشار الأسد” قد يكون في حالة يأس تزامناً مع الضغط الفعلي على نظامه عبْرَ العقوبات الدولية والإجراءات الأميركية الجديدة الأكثر صرامة، والتي تستهدف بشكلٍ خاص الدائرة الداخلية لـ “الأسد”، حيث إنّ دائرته تقلّصت إلى زوجته “أسماء” وشقيقه “ماهر” الذي يرأس نخبة الحرس الجمهوري في جيشه.
حيث إنّ تحييد المنافسين المحتملين لـ “الأسد” وخاصة الأقارب مثل ابن خاله “رامي مخلوف”، والذين كانوا يعتبرون من الدائرة الداخلية ليس بجديد على عائلة “الأسد” التي تقبض على السلطة عبْرَ حسابات قاسية جداً.
إنّ توطيد السلطة بالنسبة إلى عائلة “الأسد” هو موضوع رئيسي للحكم، ويعود ذلك إلى “حافظ الأسد” الذي جاء إلى السلطة بحركة تصحيحية (انقلاب عسكري) في عام 1970، “الأسد” فعلها في الثمانينات بالتحرّك ضد شقيقه “رفعت” الذي قاد له مجزرة حماة، والابن “بشار” منذ عام 2005 يتّبع النمط نفسه، حيث لم يتردّد في قتل أعضاء كثر من دائرته الداخلية بما في ذلك صهره “آصف شوكت”، شيء مشابه جداً يمكن أنْ يكونَ في طور الحدوث الآن.
أسس الوالد “حافظ” نموذج نظام درسه الابن بدقّة، أعضاء الأسرة في القمة وفي أكثر المواقع حساسية، ومن ثم أشخاص معروفون بولائهم حتى نهاية السلسلة، بمن فيهم العلويون والأقليات الأخرى والتحالفات مع السنة، ولكن إذا ترك “بشار” السلطة الآن فإنّ هيكل السلطة العلوية سينهار، لأنّه يقوم على الولاء للرجل، لم يعدْ العلويون قادرين على الوحدة وإيجاد اتفاق ديمقراطي فيما بينهم.
قد يكون “بشار الأسد” أخذ عبرةً من تاريخ عائلته وتاريخ سوريا في الفيلم الوثائقي: “داخل السلالة السورية القاتلة” (ناشيونال جيوغرافي)، حيث يروي “دنيس روس” الدبلوماسي الأميركي المخضرم ردّة فعل “حافظ الأسد” عام 1994 على وفاة نجله الأكبر “باسل” الذي كان يعدّه لخلافته.
قتل “باسل” في إحدى السيارات الباهظة الثمن التي كان يملكها صبيحة يوم بارد من شهر كانون الثاني ذلك العام، وكشف ردُّ “حافظ الأسد” عندما جاء مستشاروه لإبلاغه بوفاة ابنه عن الهشاشة التي كان يشعر بها “الأسد” الأب في منصبه بذلك الوقت، إذ عندما دخل عليه رئيس أركان الجيش ورئيس الحرس الجمهوري سألهم “حافظ”: هل وقع انقلاب؟، كان ذلك عام 1994، وكان في السلطة منذ عام 1970، وكان يسيطر بقبضة من حديد ونار على السلطة، ومع هذا سأل: هل هو انقلاب!.
وكما شعر والده عام 1994 بعد وفاة “باسل”، يخشى “بشار” من مصير مماثل على الرغم من وجوده في السلطة لعقدين وحافظ على قبضة الحديد والنار طوال السنوات التسع الماضية من الحرب وبكلِّ الأثمان.
روسيا تعبت منه والكرملين يبحث عن شخصية أخرى، إيران غارقة في مشاكلها ويوم السبت الماضي هبط الريال الإيراني إلى أدنى سعر له على الإطلاق مقابل الدولار، فقد ارتفع إلى 193.300 ريال للدولار، مما كان عليه يوم الجمعة الماضي 188.200 ريال وذلك في السوق السوداء، في حين سعّرت صحيفة “دنيا” الاقتصادية الدولار بـ 190.800.
روسيا تغرق في أبعاد تمدّداتها في الشرق الأوسط، وإيران غارقة لا محالة، يبقى أنّ “الأسد” الآن في مشكلة، فهو ليست لديه حلول، ثم إنّه لا يعرف ما مصيره، ربّما يبدأ باستدعاء الإعلام الغربي وإعطاء مقابلات كلّها مواعظ عن تحليلاته المستقبلية، حيث العالم سيغرق مع سوريا إذا لم يهبّ لإنقاذ نظامه، والسؤال الآن: أما آن لـ “بشار الأسد” أنْ يتنحّى؟.