نظامُ الأسدِ يلتفُّ على الأوامرِ الروسيةِ جنوبَ سوريا
كشفت مصادر محلية عن قيام نظام الأسد بالالتفاف على أوامر الاحتلال الروسي التي تنصّ على سحب عناصر أجهزة نظام الأسد الأمنية والاستخباراتية من محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، واستبدالهم بعناصر شرطة مدنية وعسكرية، للحدّ من تجاوزات الأجهزة الأمنية.
وأكّد “فراس طلاس”، نجل وزير الدفاع السابق لدى نظام الأسد، مصطفى طلاس، أنّ معلومات وصلته، تشير إلى إرسال نظام الأسد عناصر الأفرع الأمنية إلى الجنوب السوري، بزي الشرطة المدنية.
وبحسب طلاس فإنّ من غيرِ الوارد أنْ تكونَ قاعدة الاحتلال الروسي في حميميم مغيّبة عن خفايا ما يجري، وقال ساخراً, “لي أصدقاء وأخبروني بالقصة، وأنا خارج سوريا، فكيف بحميميم وتواجدها واختراقها للأمن السوري.. إلا إذا كان ضباط حميميم طابخين القصة، والأوامر تسكيتة لأهلنا بالجنوب”.
ونقل “عربي 21” عن الباحث بالشأن السوري “أحمد السعيد”، قوله, إنّ الاحتلال الروسي على معرفة تامة بخفايا ما يدور في الجنوب السوري، من استفزازات للأهالي من قِبل أجهزة نظام الأسد الأمنية.
وأضاف, إنّ كلّ توتّر في الجنوب السوري يصبّ في مصلحة الاحتلال الروسي، لأنّ زيادته ستؤدّي إلى زيادة الولاء الشعبي لها، على اعتبارها الطرف الوحيد الذي يمكن الاعتمادُ عليه للحماية من تغوّل نظام الأسد وميليشيات الاحتلال الإيراني.
وبحسب السعيد، فإنّ نظام الأسد متمرّس على هذه التصرفات، وقال, “على سبيل المثال في بداية الثورة السورية، كان النظام ينشر عناصر الفرقة الرابعة لقمع المتظاهرات، بلباس الشرطة المدنية (حفظ النظام)”.
وتابع الباحث بأنّ أساليب نظام الأسد الأمنية لم تعدْ خافية على أحد من المراقبين للشأن السوري، وهو ما أكّده مصدر أهلي من درعا لـ”عربي21″، قائلاً إنّ “الأهالي على علمٍ بكلِّ أساليب النظام”، مضيفاً أنّه “درج النظام على هذه الممارسات منذ الأيام الأولى للثورة السورية”.
وفي مقابل ذلك، لم يؤكّد الناشط الإعلامي “محمد عساكره”، خلال حديثه لـ”عربي21″، قيام نظام الأسد باستخلاف عناصر الشرطة المدنية التابعة له، بعناصر من أجهزة الاستخبارات, وقال, “غالباً سيتمّ توكيلُ الفيلق الخامس المدعوم روسياً، بإدارة محافظة درعا بشكلٍ كامل، أمنياً وعسكرياً”.
وفي هذا الصدد أكّدت تقارير سابقة، أنّ عدداً من العناصر المنشقّين عن قوات الأسد التحقوا بدورات عسكرية يجريها “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من الاحتلال الروسي في مدينة بصرى الشام.
واعتبرت مصادر إعلامية محلية أنّ ذلك يؤشّر إلى قرب الإعلان عن تشكيل “جيش حوران الموحّد” الذي كشف عنه القيادي أحمد العودة.
وكان العودة الذي يقود “اللواء الثامن”، قد أعلن قبل أيام عن نيته تشكيل “جيش موحّد” لضبط الأمن في المحافظة، وحمايتها وكلّ سوريا.
ويعيش الجنوب السوري عموماً على وقع أوضاع أمنية تبدو أقرب إلى الانفجار، بسبب كثرة عمليات الاغتيالات التي تستهدف عناصر من فصائل المعارضة سابقاً، والاتهامات لميليشيات الاحتلال الإيراني بالوقوف خلفها.