مخاوفٌ وتحذيراتٌ من تفشّّي وباءِ “كورونا” في مخيّماتِ النازحينَ بإدلبَ
أعلنت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقّتة أنّ منطقة شمال غربي سوريا سجّلت يوم الخميس الفائت أولَ إصابةٍ مؤكّدة بفيروس «كورونا»، في تطوّر يثيرُ مخاوفَ من وقوع كارثة صحيّة إذا ما تفشّى الوباء في مخيّمات النازحين المكتظّة في هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل الثورة السورية.
وكانت المنظمات الإنسانية تستعدّ منذ أشهر عدّة لتفشّي الفيروس الفتّاك في شمال غربي سوريا، حيث أوقفت هدنة هشّة هجوماً شنّته على إدلب قوات الأسد المدعومة من روسيا.
ويعيش في منطقة شمال غرب سوريا نحو 4 ملايين شخص، قسمٌ كبيرٌ منهم يقيم في مخيّمات مكتظّة بالنازحين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الحرب التي تمزّق بلدهم منذُ تسع سنوات.
وبدوره، صرّح “محمود ضاهر”، رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في مدينة غازي عنتاب التركية لوكالة الصحافة الفرنسية قائلاُ: “يجب علينا أنْ نتأكّد من عدم تفشّي العدوى بكوفيد – 19، وإلا فقد نصبح أمام مشكلة حقيقية”، مبدياً قلقَه من صعوبة الظروف الميدانية.
ومن جهتها، تسعى الفرق الطبية إلى رفع استعداداتها وتأمين ما تستطيع تجهيزه لمواجهة الفيروس، فيما يعمل ناشطون على التوعية من انتشار الوباء وشرح إرشادات الوقاية منه.
حيث يرى الأطباء أنّ تسع سنوات من الحرب والدمار الذي تعرّضت له المشافي بسبب قصفِ روسيا ونظام الأسد، إضافة إلى نقص المعدّات والأسرة والطواقم الطبية، يزيدان مخاوف الفرق الطبية التي تخشى أنْ تتحول المشافي غير المجهزة جيداً إلى بؤر للوباء.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية السبت، أنّ 70% من العاملين في المجال الصحي غادروا سوريا، حيث كانت 64% من المستشفيات لا تزال في الخدمة حتى نهاية العام 2019.
وحذّرَت المنظمة من أنّ يطال الوباء المخيمات المكتظة بالنازحين في إدلب، التي شهدت منذ مطلع كانون الأول هجوماً واسعاً لقوات الأسد بدعم روسي استمرّ نحو ثلاثة أشهر، ودفعَ بنحو مليون شخص إلى الفرار من القصف، ولجأ الجزء الأكبر من هؤلاء إلى المنطقة الحدودية مع تركيا، حيث تنتشر مخيمات النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية سيّئة ولا تتوافر لهم أبسط الخدمات من مياه نظيفة وشبكات صرف صحي.
من جانبه يشير مدير فريق منسقو استجابة سوريا “محمد الحلاج” إلى أنّه أجرى دراسة مبسَّطة كشفت أنّه في حال وجود مصاب واحد فقط بالفيروس في المخيمات، فسوف ينتقل الفيروس إلى 2500 شخص خلال شهر واحد، وسيرتفع العدد إلى 6 آلاف في حال توسُّع انتشار الفيروس بشكلٍ سريع.