تقريرٌ: حلفُ “الناتو” وراءَ تمدّدِ نفوذِ روسيا وإيرانَ في سوريا
استخلص معهدُ “الشرق الأوسط” للدراسات، إلى أنّ إحجام دول “الناتو” عن اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه نظامِ الأسد، سمَح بتدهور الأمن الإقليمي وتركَ مساحة شاغرة للخصوم الجيوسياسيين، مثل الاحتلالين الروسي والإيراني، لتوسيع نفوذِهم بشكلٍ كبيرٍ في الشرق الأوسط.
توصّلت ورقةٌ بحثية نشرَها المعهد، التي أعدّتها منظّمة “إتانا- سوريا”، إلى أنّ الاحتلالين الروسي والإيراني انتهزا فرصةَ تردّد أعضاء “الناتو” ورفضِهم الانخراطَ في سوريا، وعزّزا نفوذَهما فيها.
وأضافت الدراسةُ “لم تنعشْ طهران وموسكو نظامَ الأسد فحسب، بل عزّزتا أيضاً قدرتَهما على تعزيز مصالحهما في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
ووفقاً للدراسة فقد تراجع تماسكُ حلفاء “الناتو” في ظلّ غيابِ القيادة الأمريكية الحاسمة، ما جعل دولاً عربية وأخرى من أوروبا الشرقية أقربَ إلى الاحتلال الروسي، على الرغم من أنّ بعضَ تلك الدول كانت من أبرز داعمي المعارضة السورية في السابق.
وأشارت إلى أنّ وجود الاحتلال الإيراني وأنشطتَه له تأثيرٌ مزعزع للاستقرار في جميع أنحاء سوريا والشرق الأوسط، مشدّدة على ضرورة أنْ يكونَ هذا الاتجاه مصدرَ قلقٍ مشترك كبير لأعضاء “الناتو” لأنّه يهدّد حلفاءه ويزعزع استقرار المنطقة بشكلٍ عام.
واعتبرت الدراسة أنّ حلف “الناتو” الممزّق يهدّد التقدّمَ الذي أوجده قانون “قيصر” والعزلةَ المستمرّة لرأس نظام الأسد، وهو ما يمكن الاستفادة منه من أجل التغيير السياسي.
ورأتْ أنّ “أمام الإدارة الأمريكية الجديدة فرصةً لعكس هذا الاتجاه”، ونظراً لمرور نظام الأسد بأزمة اقتصادية خانقة “فمن الضروري للولايات المتحدة أنْ تستفيدَ من هذه الظروف وتجمعَ حلفاء الناتو حول نهجٍ جماعي في سوريا من شأنه أنْ يؤمّنَ مصالحهم ويعزّزَ الأمن الإقليمي”.