الولاياتُ المتحدةُ تضغطُ على “قسدٍ” لوقفِ مظاهرِ الارتباطِ بـ”العمالِ الكردستاني”
كثّفتْ الولاياتُ المتحدة الأمريكية الضغطَ على ميليشيا “قسد”, وما تسمّى “الإدارة الذاتية” التابعة لها, لمنعها من رفع صورٍ وأعلام حزب “العمال الكردستاني” في مناطقها, ووفقاً لما نقلَه موقعٌ “عربي21” عن مصادر “خاصة”.
وأوضحتْ المصادر أنّ الغاية من الضغط الأمريكي، تقريبُ وجهات النظرِ بين “قسد” وتركيا من جهة، و”قسد” والمعارضة السورية من جهة أخرى.
وبحسب المصادر، فإنَّ “قسد” استجابتْ للضغط الأمريكي، من خلال إصدار توجيهات بمنعِ رفعِ رايات وأعلام حزب “العمال الكردستاني” في شمال شرق سوريا.
وأكَّد الناشط السياسي الكردي، محمود نوح، أنَّ الولايات المتحدة طالبتْ بشكلٍ متكرَّر بقطع العلاقة بين “قسد” و”العمال الكردستاني”، مشيراً إلى أنَّ الإدارة الأمريكية ضغطتْ بشكلٍ متكرِّرٍ لمنعِ رفع أعلام ورايات “العمال الكردستاني” في مناطق سيطرة حليفتها “قسد”.
وأضاف في حديث لـ”عربي21″, إنَّ المسؤولين الأمريكيين حذَّروا “قسد” من النتائج السلبيّة لرفع أيِّ رايةٍ لـ”العمال الكردستاني”، موضحاً أنَّ الإدارة الأمريكية، قالت بشكلٍ صريح إنَّ هذا العمل قد يؤدِّي إلى خسارة مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”.
وعن مدى التزام “قسد”، قال نوح, إنَّ “قسد” تعاني من انقسام داخلي، بين تيار قويٍّ يأخذ تعليماته من “العمال الكردستاني”، وتيارٍ آخرَ هشٍّ، يقوده مظلوم عبدي، وهو تيار يحاول الفصل بين المسألة الكردية السورية، وجبال قنديل، شمال العراق. واعتقد نوح أنَّ “قسد” لن تلتزمَ بالتوجيهات، نظراً لقوة التيار الموالي لـ”العمال الكردستاني” بداخلها.
من جانبه، قال نائب رئيس “رابطة المستقلّين الكرد السوريين”، المحامي “رديف مصطفى” إنَّ الولايات المتحدة بدايةً استخدمتْ “قسد” التابعة لـ”العمال الكردستاني” المصنَّف على لائحة الإرهاب عسكرياً ضدَّ تنظيم “داعش” وبقيتْ العلاقةُ عسكرية.
وأضاف أنَّه “بعد الانتهاء من التنظيم انقسمت القيادات في أمريكا إلى قسمين، قسم يطالب بالانسحاب وقسم يريد البقاءَ ضمن إطار شروط سياسية، منها فكُّ الارتباط مع العمال الكردستاني وإخراجُ كوادرَ الأخيرة من سوريا، وهذا مطلب أمريكي يجنّبُ الإدارة الأمريكية الحرجَ الناجم عن التعامل مع قوّةٍ مصنّفةٍ على لوائح الإرهاب، ومطلب سوري وكردي إلى جانب كونِه مطلباً تركياً, نظراً لرفض أنقرة لأيِّ وجود للعمال الكردستاني على حدودها.
وقال مصطفى: “باعتقادي حتى لو رغبَ قسمٌ من قسد بالالتزام بالمطالب الأمريكية، إلا أنَّ العمال الكردستاني لن يسمحَ بذلك, لأنَّه هو الذي يملك ويدير فعلياً ما يسمى بالإدارة الذاتية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً”.
ونوَّه إلى مطالب الولايات المتحدة من “قسد” فكَّ الارتباط مع “العمال الكردستاني”، ورفض الأولى ذلك، وقال, “لا نعلمُ حتى هذه اللحظة مدى جديّةِ الولايات المتحدة، ومن ثم لا يوجد ما يشير إلى أنَّ مطالبها ملزمة”.
ويأتي المطلبُ الأمريكي، لضمان إنجاح المفاوضات التي يجريها “المجلس الوطني الكردي”، و”الاتحاد الديمقراطي”، التي وصلت إلى مراحل متقدِّمة.
وكانت مناطق “قسد” قد شهدتْ مؤخّراً تظاهرات، رُفعت خلالها صورُ زعيم “العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان، ما اعتُبِر بأنّه محاولات لقطع الطريق على أيِّ خطوة لفكِّ الارتباط بين “قسد” و”العمال الكردستاني”.