نظامُ الأسدِ يوسّعُ حملتَهُ على التجّارِ… “طريفُ الأخرسِ” هدفُه الجديدُ
نشرت مواقع موالية لنظام الأسد كتابين صادرين عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومته بإمضاء الوزير عمرو سالم موجّهين لكلِّ من وزير الداخلية ورئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ومديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص، تضمّنا الكشف عن عملية سرقة واختلاس كميات كبيرة من مادتي السكر والأرز من مخصّصات السورية للتجارة من قِبل شركة “عبرَ الشرق” التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال السوري “طريف الأخرس”.
وأوعزت الوزارة في الكتاب الموجّه لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص بإحالة الضبوط والمخالفات التي نُظّمتْ بحقِّ “طريف الأخرس”، وهم عمِّ “أسماء الأسد” زوجة رأس نظام الأسد، إلى القضاء المختصِّ ومتابعتها معه، بعد ذكرِ سلسلة من المخالفات التي تمَّ ضبطها في مستودعاته.
فيما اتّهمت الوزارة في الكتابين الموجّهين لكلٍّ من وزير الداخلية ورئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، شركة “عبر الشرق” بسرقة واختلاس مادة السكر الأبيض المستورد لصالح “السورية للتجارة” بهدف الاتجار بها لغير الغاية المخصّصة لها.
وذكرت الوزارة أنّه خلال جولة لدوريات التموين على مستودعات “عبر الشرق” في آب، تمَّ ضبطُ كميات من مادة السكر في مستودعين للشركة معبأةً بأكياس تحمل عبارة “منشأ الجزائر” حيث يتمُّ تفريغُ السكر ونقلُه إلى أكياس تحمل ماركة “عبر الشرق” وعليها تواريخ إنتاج مغايرة للتواريخ الحقيقية.
وطالبت الوزارة كلاً من رئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ووزارة الداخلية التحقيق بالموضوع، للوصول إلى مصدر المادة وبيانِ أيّ علاقة غير مشروعة بين أيٍّ من العاملين لدى “السورية للتجارة” وجميع الأطراف الأخرى وكلّ من يثبت لهم علاقة بذلك.
ويعتبر “طريف الأخرس” من أبرز رجال الأعمال في سوريا، ويستحوذ بشكلٍ شبهِ كاملٍ على استيراد السكر وزيت دوّار الشمس، ويمتلك محطة لتكرير وتصنيع السكر الأبيض كما يملك مع أبنائه معملًا لعصر وتكرير زيت الزيتون وإنتاج الزيوت النباتية الخام والمستوردة، كما أسس شركات تعمل في مجالات استثمارية عدّة، كالعقارات والمصارف وشركات التأمين والنقل البري.
يُشار إلى أنَّ نظام الأسد يواصل حملته في سياق تحصيل مبالغ ماليّة معيّنة من التجار يتمُّ تحديدُها بناءً على وزن كلّ تاجر ومقدار استثماراته، ويقود هذه الحملة القصر الجمهوري بشكلٍ مباشر.
وهذه الحملة عبارة عن عملية ابتزاز لمجموعة رجال الأعمال لإجبار الكثير منهم على مغادرة البلاد وإخلاء الساحة الاقتصادية لصالح تجار جدُد من فئة أمراء الحرب الصاعدين المرتبطين بنظام الأسد بشكلٍ كلي.
وكانت وزارة المالية بحكومة النظام أصدرت قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لأكثرَ من 650 تاجراً في حلب بتهمة التهرّب الضريبي قبلَ أيام، ولم يستثنِ القرار حتى أكثر التجار ولاءً لنظام الأسد، وهو رجل الأعمال هشام دهمان، الذي توفي بسكتة قلبية جرّاء تلك القرارات، علماً أنّه أحد ممولي حملة رأس نظام الأسد الانتخابية في حلبَ.