المخابراتُ الأردنيّةُ تعتقلُ صحفيّاً سورياً تمهيداً لترحيلِه إلى مناطقِ نظامِ الأسدِ
اعتقلت السلطاتُ الأردنية صحفياً سورياً معارِضاً لنظام الأسد بشكلٍ تعسّفي وأجبرته على الإقامة في مخيم حدودي بعد مصادرةِ معدّاتِه الصحفية، وسطَ مخاوف من ترحيله مع عددٍ من القياديين السابقين في “الجيش الحرّ” إلى مناطق سيطرة نظام الأسد بعدَ تطبيع العلاقات مع الأسد.
وبحسب مصادر إعلامية، قامتْ المخابراتُ الأردنية باقتحام منزلِ الصحفي السوري، إبراهيم عواد، يوم الأربعاء، ليتمَّ اعتقالُه بعدَ مصادرة أدواته الصحفيّة ومن ثم نقلِه إلى مخيّمِ الأزرق بُغيةَ ترحيلِه إلى مناطق نظام الأسد في سوريا.
في حين نقلت السلطاتُ الأردنيّة ثلاثةَ أشخاص آخرين إلى مخيّمِ الأزرق الحدودي، بهدف فرضِ الإقامة الجبرية عليهم، عُرِف منهم القياديان السابقان في الجيش الحرِّ” (محمود طقطق)، و(أبو قاسم الزوباني).
حيث لم تصرّحْ السلطات الأردنية حول أسباب اعتقال الأشخاص الأربعة وخاصةً الصحفي إبراهيم عواد، في حين ربط ناشطون وحقوقيون على مواقع التواصلِ الاجتماعي تلك الاعتقالات بتغيير واضح بسياسة الأردن تجاه الثورة السورية بعد التطبيعِ مع نظام الأسد بسبب المصالحِ الاقتصادية المشتركة ولا سيما الاتفاقاتُ الأخيرة.
يقيم إبراهيم في الأردن منذ دخولِه للعلاج قبلَ سنوات، وتعتبر إقامتُه قانونية بسبب دراسته الجامعية، ويُعدّ ترحيلُه إلى سوريا انتهاكاً واضحاً لقوانين اللجوءِ السياسي التي تنص عليها الأعرافُ الدولية والقوانين الأمميّة، وجريمةً إنسانيّة بحقِّ الناشطين المعارضين لميليشيا الأسد.
وخلال الآونة الأخيرة، جرت محاولاتٌ أردنيةٌ حثيثةٌ تهدف للتقارب مع نظام الأسد سعياً لفتح المعابر وتنشيطِ العلاقات ولا سيما إعادةُ تفعيل اتفاقية “خط الغاز العربي”، لتتكشّفَ بعدها مبادرةٌ رعاها ملكُُ الأردن بتنسيق أمريكي وتهدف لإعادة شرعية نظام الأسد على الصعيد السياسي والاقتصادي.
الجدير ذكرُه أنّ الأردنَ يحتوي على أكثرَ من مليون لاجئ فرّوا خلال السنوات الماضية من جرائم الأسد وبطشِ ميليشياته، بينهم ضبّاطٌ وعناصرُ منشقّون وصحافيون وناشطون، في وقتٍ تحمّلُ الحكومةُ الأردنية هؤلاء اللاجئين أزماتها الاقتصادية وتحضُّ على عودتهم إلى بلادهم.