قلقُ الميليشياتِ الإيرانيّةِ من تسوياتِ نظامِ الأسدِ في ديرِ الزورِ
تشهد مدينةُ البوكمال بريف دير الزور توتّراً كبيراً بعد إصرار نظامِ الأسد والاحتلالِ الروسي على إجراء التسويات في المعقل الأهمِّ والأكبرِ لميليشيات الاحتلال الإيراني.
على الرغم من تشابه التسويات التي أطلقها نظامُ الأسد في ديرِ الزور مع سيناريو تسوياتِ درعا، إلا أنَّها تختلف من حيث
المستهدفون خلالها، حيث تستهدف عناصرَ ميليشيات الاحتلال الإيراني الذين فضّلوا الالتحاقَ بصفوف هذه الميليشيات هرباً من الخدمة الإلزاميّة في صفوف قواتِ الأسد، وطمعاً بالميزاتِ والمساعدات التي تقدّمُها طهران لعناصرها في سوريا.
موقع “أورينت نت” نقل عن مصادرَ قولَها، إنَّ مدينة البوكمال تشهد تّوتراً كبيراً وذلك لإصرار نظامِ الأسد والاحتلالِ الروسي على إجراء التسويات في المعقل الأهمِّ والأكبرِ لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في مدينة البوكمال.
وكشفت المصادرُ أنَّ “الحاج سجاد” نائبَ القائد العسكري لميليشيا “الحرس الثوري” في البوكمال اجتمع مع العناصرِ السوريين المنتسبين للميليشيات منذ انطلاقِ التسويات في مدينة دير الزور وحرّضَهم على عدمِ إجراء التسوية، وسطَ وعودٍ بزيادة رواتبهم، وامتيازاتهم.
ولم يتوقّف قلقُ ميليشيات الاحتلال الإيراني عن هذا الاجتماع، بل أدّى لتدخل القائد العسكري لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بمدينة البوكمال، وذلك من خلال قيامِه بجولة على جميع المقرّات التابعة للميليشيات، طالباً من عناصرها السوريين عدم السماح لنظام الأسد بجرّهم لإجراء تسوية، وحرمانهم من الامتيازات التي تضمّنت زيادة رواتب، ومضاعفة الإجازات، ووعوداً بإرسال العناصر المحليين في بعثات الى إيران، ومضاعفة المكافآت والمساعدات الإغاثية لعوائل المنتسبين.
كما أدخل الاحتلالُ الإيراني نحو 100 عنصرٍ تابعين لميليشيا “النجباء” العراقية الأحد الماضي، من “معبر السكك” الذي تسيطر عليه ميليشياتُ “الحشد الشعبي”، بالإضافة إلى إدخاله عدداً من الآليات المحمّلة بالذخيرة، وذلك تحسّباً من توقيع العناصر المحليين للتسوية، وحدوثِ ثغرةٍ في صفوف ميليشياته في معقلهم الأهم.
والأهمية التي توليها ميليشيات الاحتلال الإيراني لمنع العناصر من إجراء التسوية هي عدمُ قدرتها في حال انسحابهم على تغطية كافةِ المناطق التي تسيطرُ عليها في ثاني أكبرِ محافظة في سوريا، ما يجعلها الحلقةَ الأضعف في المنطقة، مع ازدياد القوى الروسية من خلال تطويع عناصرِ التسويات في الميليشيات التابعة لها، رغم أنَّ الواجهة هو نظام الأسد متمثًلاً باللواء حسام لوقا رئيس “إدارة المخابرات العامة”.
الأمر الذي يعزّز عزمَ نظام الأسد على الخضوع للضغوط الروسية الإسرائيلية، بالإضافة إلى ضغوطٍ عربية، فيما يبدو أنَّه حصل على وعود في حال أتمَّ مهمّة طردِ الإيرانيين من سوريا، بزيادةِ التطبيعِ مع نظام الأسد.