قوات الأسد تحاصر مدينة “الصنمين” بريف درعا لليوم السابع على التوالي
تواصل قوات الأسد حصارها لمدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي لليوم السابع على التوالي، بعد فشل اتفاق توصّل إليه لجنة من المدينة مع الجانب الروسي.
وأفاد ناشطون في ريف درعا، اليوم الثلاثاء، أنّ مدينة الصنمين محاصرة ويمنع الدخول والخروج إليها، الأمر الذي أثّر على الحياة العامة للسكان، فالسوق التجاري مغلق أيضًا والحركة معدومة.
حيث إنّ يوم أمس الاثنين شهد تحرّكًا ملحوظًا للجنة المركزية للمدينة بالسعي لفكّ الحصار، حيث اجتمعت مع الاحتلال الروسي في مدينة طفس بحضور العميد “لؤي العلي” رئيس فرع الأمن العسكري التابع لنظام الأسد، وتمّ الاتفاق على فتح الطريق وعودة الحياة الطبيعية.
إلا أنّ القيادي السابق في المعارضة الموجود في الصنمين “وليد الزهرة” رفض الاتفاق، وطالب بإخراج أخيه “أغيد الزهرة” وابن عمه “مجدي الزهرة”، ليبقى الحصار مفروضًا على حاله.
وتمنع قوات الأسد دخول المواد الغذائية والخضار إلى الصنمين، منذ السادس عشر من أيار الحالي، إضافةً إلى إجراءات أمنية مشدّدة في محيطها، وتمنع خروج ودخول المدنيين باستثناء الطلاب، مع تفتيش دقيق على الحواجز الأمنية للبحث عن مطلوبين.
أسباب الحصار المفروض على الصنمين تعود إلى الاشتباكات التي شهدتها، الأربعاء الماضي، بين دورية من الأمن الجنائي وبين بعض السكان، بعد حملة اعتقالات ضد القيادي السابق في “الجيش الحر”، “أبو خالد وليد الزهرة”، لتطال شقيقه أغيد وابن عمه وشخصًا آخر كان برفقته.
عقب ذلك قتل عنصران من الأمن الجنائي وأصيب ضابط برتبة نقيب برصاص مجهولين، لتسود حالة من التوتر في المدينة، وسط مطالب أهلية بالإفراج الفوري عن المعتقلين أو التهديد بالتصعيد.
وتضغط قوات الأسد بالحصار من أجل تسليم القيادي “وليد الزهرة” ومجموعته للأمن الجنائي.
وسيطر نظام الأسد وحليفه الروسي على محافظة درعا في تموز الماضي، عبر اتفاق تسوية مع فصائل المصالحة، بعد أيام من قصف وتعزيزات عسكرية، ووسط تقديم ضمانات روسية للأهالي وللفصائل.
وعقب ذلك شهدت مناطق ريف درعا حملات مداهمات متواصلة من الأمن الجنائي وتكثّفت خلال الأشهر الماضية، بحجة وجود دعاوى شخصية، وطالت قيادات وعناصر من صفوف المعارضة السابقين، رغم انضمامهم لاتفاق “التسوية”.
وتختلف مدينة الصنمين عن باقي مناطق درعا في أنّها لم تدخل ضمن اتفاقيات التسوية الأخيرة للمحافظة من جانب نظام الأسد والاحتلال الروسي.
وشهدت اتفاقًا خاصًا منذ قرابة أربعة أعوام، قضى بسيطرة نظام الأسد على الثكنات العسكرية المحيطة بها مع بقاء السيطرة على المدينة بيد تشكيلات عسكرية معارضة صغيرة.
وعلى مدار السنوات الماضية شهد اتفاق المدينة عدّة خروقات، بينها في كانون الأول عام 2016 إذ فرضت قوات الأسد حصارًا عليها يشابه الحصار الحالي.
وتعتبر مدينة الصنمين، أكبر مدن ريف درعا الشمالي، ويقدّر عدد سكانها (الأصليين والنازحين إليها) اليوم، بأكثر من 100 ألف نسمة.