الدفاعُ المدنيُّ السوريُ: أكثرُ من 12 ألفَ مدنيّ كانوا ضحايا التدخّلِ الروسي في سوريا خلالَ سبعِ سنواتٍ
أفاد “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) بأنَّ أكثرَ من 12 ألفَ مدنيّ بينهم 4 آلافِ طفلٍ استجاب لهم، كانوا ضحايا التدخّلِ الروسي في سوريا خلال سبعِ سنوات، في ظلِّ صمتٍ دولي مطبقٍٍ على هذه الجرائم.
وأكّد “الدفاع المدني في تقرير على أنَّ التدخّلَ العسكري الروسي المباشر لدعم نظامِ الأسد في حربه على السوريين في 30 أيلول عام 2015 لم يكن مجردَ دعمٍ عسكري لحليف، بل كان عدواناً على سوريا وتدميراً لبنيتها التحتيّةِ وإجهاضاً لمشروع التغيير فيها، ولم يكن هذا التدخّلُ فجائياً بل سبقته سنواتٌ من الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لنظام الأسد.
وأوضاف، “كان من الواضحِ أنَّ هدفَ روسيا الأهم هو عدمُ السماح بإنتاج أيّ بديلٍ عن نظام الأسد، وكانت الدوافعُ الروسية الكامنةُ وراءَ تدخّلها العسكري في سوريا ودعمِها لنظام الأسد هو الحفاظُ على مصالحها قبلَ أيّ شيء، وبهذا تلاقت المصالح الروسية مع نظام الأسد في محاولتِه تثبيتَ حكمه، ورهنت مصالحها الإستراتيجية ببقائه في الحكم”.
وفي سبيل ذلك، سخّرت روسيا آلتَها العسكرية للفتكِ بالسوريين، مستخدمةً سياسةَ الأرض المحروقة، ومفتخرةً بتحويل أجساد السوريين ومنازلَهم لساحة حربٍ لتجريب أسلحتها والترويج لبيعها، ما خلّف نتائج كارثية بالجانب الإنساني بعددِ الضحايا والمجازر وعمليات التهجير، وبالجانب المادي بتدمير البنيةِ التحتيّةِ ومسحِ مدن وبلداتٍ بأكملها عن الوجود.
ولفت “الدفاع المدني” إلى أنَّ فرقَه استجابت لأكثرَ من 5700 هجومٍ روسي على مدى السنوات السبعة الماضية، أدّت هذه الهجمات لاستشهادِ أعدادٍ كبيرة من المدنيين.
ووثّقت (الخوذُ البيضاء) خلال الفترة الممتدة من 30 أيلول 2015 حتى 25 أيلول 2022 استشهادَ 4056 مدنياً من بينهم 1165 طفلاً و 753 امرأةً، مبيّناً أنَّ هذه الأرقام تعبّرعن المدنيين الذين استجابت لهم فرقُه وقامت بانتشال جثثهم، وذلك لأنَّ عدداً كبيراً يُتوفى بعد إسعافه، أو بعد أيامٍ من إصابته أو لم تتمكّنِ الفرقُ من انتشالهم.
وأضاف “الدفاع المدني” أنَّ فرقه تمكّنت من إنقاذ 8348 مدنياً أصيبوا جرّاءَ الغارات والقصف الروسي، من بينهم و2141 طفلاً و 1707 نساءٍ.
ولفت إلى أنَّه استجاب خلال سبعِ سنوات من العدوان الروسي، لـ 262 مجزرةً ارتكبتها القوات الروسية ( كلُّ هجومٍ خلّفَ 5 قتلى وأكثر) ، وكان ضحايا هذه المجازر 2775 شهيداً مدنيّاً، بينهم و873 طفلاً و552 امرأةً.
وبيّنَ “الدفاع المدني” أنَّ الهجمات الروسية تركّزت على مراكز المدن ومنازلِ المدنيين والمرافق الحيوية، بهدف تهجيرِ المدنيين وتدميرِ كافة أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم.
حيث استهدفت 67٪ من تلك الهجمات منازلَ المدنيين بواقع (3825 هجوماً)، فيما كانت الحقولٌ الزراعية بالمرتبة الثانية 17٪ من الهجمات (961 هجوماً)، و المشافي والمراكز الطبيّة بـ (70 هجوماً) ومراكز الدفاع المدني (59) هجوماً، والأسواق الشعبية بـ (53 هجوماً) والمدارس (46) هجوماً، و (24 هجوماً) استهدف مخيّماتٍ تأوي نازحين، و(35) هجوماً استهدف مساجدَ وأماكن عبادة، (18) هجوماً استهدف أفراناً، إضافةً لعشرات الهجمات التي استهدفت مبانٍ عامة ومحطاتِ وقودٍ وغيرها من المرافق.
وتوزّعت الهجماتُ الروسية التي يبلغ عددُها أكثرَ من (5700) هجومٍ منذ بدءِ التدخّل على أغلب المحافظات السورية وكان لإدلب النصيبُ الأكبر منها، بواقع (3475 )هجوماً وتشكّل 61% من الهجمات، فيما تمَّ استهدافُ حلب وريفها بـ (1188) هجوماً تلتها حماة بـ ( 524) هجوماً، ثم ريف دمشق بـ (255 هجوماً) وتعرّضت درعا لـ (205) هجماتٍ، إضافةً لأكثرَ من ( 50) هجوماً على حمص ودمشق واللاذقية.