تسمّمُ المياهِ يؤدّي إلى نفوقِ عددٍ كبيرٍ من أسماكِ نهرِ العاصي
شهدتْ مياهُ “نهر العاصي” خلال اليومين الماضيين، تلوّثاً، أدّى إلى نفوقِ أعدادٍ كبيرةٍ من الأسماك.
وبحسب مصادرَ محليّة, فإنَّ أعداداً كبيرة من الأسماك في نهر العاصي نفقت خلال الـ48 ساعة الماضية، لا سيما في بلدة دركوش، وقرى مدينةِ سلقين شمالي إدلب، وأدّى إلى طوفانها على سطح الماء، مّا دفع سكانَ المناطق المذكورة لاصطياد أعدادٍ كبيرة من الأسماك، ذات الفصائل المتنوّعة.
وبحسب رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة بإدلب الدكتور “عبد الحي اليوسف” أكّد أنَّ “سببً التلوّث يعود إلى مياه المعاصرِ ومياه الصرفِ الصحي، المتجمّعةِ في منطقة سهل الروج المنتهيةِ في نهر العاصي، ما أدّى إلى ارتفاع قلويةِ الماء، وقلّةِ تبادل الأوكسجين بين الأسماك والوسطِ المحيط”.
ولفت “اليوسف” أنَّ الجهاتِ المختصّةِ ستقوم بضخِّ كميات مياه من السدود المجاورة لإزالة المياه الملوّثةِ، في حين أنَّ الأسماك لا تؤثّر بشكل مباشر على الإنسان، لأنَّ التسمَّم ليس بالمواد الكيميائية الضارّة بل بمخلّفاتِ المعاصر، فالسمك يُؤكل، ولا يوجد تأثيرٌ ضارٌ على صحة الإنسان، إذا تمَّ طهيهُ بشكلٍ صحيحٍ ولمدّةٍ كافية.
وكان نهر العاصي تعرَّض لتلوّث خطرٍ في صيف العام الحالي، جرّاء تصريف مخلّفات معمل سكر تلِّ سلحب، في النهر بعد 8 سنواتٍ من توقّفِ المعمل، من قبل النظام، ما أسفر عن نفوق 90% من الكائنات الحيّة، بسبب احتواء المياه على مخلّفات كيميائيّة سامّةٍ، والتي تحتوي على تراكيز عالية من المواد الصلبة والكلوريد والنترات والمغنيسيوم والكالسيوم والكبريتات، إذ تقلّل التراكيز العالية من هذه المواد، من وجودِ الأكسجين في المسطّحات المائية، مما يهدّد الحياةَ المائية، كما أنَّها تتراكم في لحوم الأسماك، وعند تناولها تسبّب اضطراباتٍ هضميّة وتسمّماتٍ غذائية، بحسب شهادة مختصين.
وكان خبراء قد حذّروا من أنَّ استمرار تصريف مخلّفات المعامل والمصانع في نهر العاصي، سيؤدّي إلى انقراض الحياة في النهر، سيما الأسماكِ التي تدمّرت بيئتها الحيّة، وحواضنها الكبرى خلال العامِ الفائتِ.