بعدَ إيرانَ.. الميليشياتُ الطائفيةُ العراقيةُ توسّع من نفوذِها في حلبَ
أفادت مصادرُ إعلاميّةٌ, أنَّ عناصرَ ميليشيا الحشد الشعبي العراقي تنتشرُ بكثافةٍ في مدينة حلبَ شمالي سوريا عقبَ الزلزال الذي ضربَ البلادَ في السادس من شباط الماضي، وسطَ مضايقاتٍ وانتهاكاتٍ يتعرّضُ لها السكانُ من قِبل هؤلاء العناصر الموجودين بحجّةِ تقديم المساعداتِ والمعوناتِ للمنكوبين.
وبحسب موقع تلفزيون سوريا نقلاً عن مصادره, “فإنَّ عناصرَ الحشد الشعبي ينتشرون في شوارعِ المدينة وبين الأحياءِ التي ضربها الزلزالُ وسطَ نفورِ سكان تلك الأحياءِ من تصرّفاتهم خصوصاً الذين يطلقون شعاراتٍ دينية”.
وقال محمد.م 45 عاماً (طلبَ عدمَ ذكرِ اسمِه كاملاً)، وهو من سكان حيِّ الجميلية لموقع تلفزيون سوريا “إنَّ أغلبَ عناصرِ الحشدِ الشعبي لا يعملون في الإغاثة أو في توزيع المساعداتِ على المتضرّرين، إنَّما تقتصر مهامُهم على إيصالِ تلك المساعداتِ إلى مستودعات الأمانةِ السورية للتنمية، ومن ثم الانصرافِ للتنزّه بسياراتهم في أحياء المدينة”.
وذكر محمد، أنَّ أغلبَ سكان حلب يتعرّضون لانتهاكات و”تشبيح” من عناصرِ الحشد الشعبي الذين يتصرّفون وكأنَّ المدينةَ ملكُهم، فضلاً عن قيامهم باستئجار منازلَ فخمةٍ وصرفِ المال في الأسواق والمحال والمطاعم بطريقةٍ مستفزّةٍ كما لو أنَّهم في رحلة سياحية.
إضافةً إلى ذلك، قال عددُ من سكان حلب لموقع تلفزيون سوريا “إنَّ بعضَ عناصر الحشد الشعبي يتعاملُ بتعالٍ مع السكان والمتضرّرين من الزلزال، وهناك من تعرَّضَ لبعض النساء بكلماتٍ غيرِ لائقةٍ لا تحترم مشاعرَ سكان المدينة التي خسرت كلَّ ما تملك في الزلزال”.
وبعد أيام من الزلزال تداول ناشطون في موقع فيسبوك مقطعاً مصوّراً لرئيس أركان الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي (أبو فدك) متحدّثاً لضابطٍ في قوات الأسد، يطلب منه “توفيرَ امرأةٍ من متضرّرات الزلزال لإقامة علاقةٍ معها”.
ويتبع الحشد الشعبي المكوّنُ من عدّةِ ميليشيات عراقية، لـ “الحرسِ الثوري الإيراني”، وزادت كارثةُ الزلزال من انتشارِه في مناطقِ سيطرة النظام خصوصاً في حلب، التي أضحى سكانُها يتحاشون التواجدَ حيث يكونُ عناصرُ الحشدِ وسطَ “صيحاتهم الطائفية”، وِفقَ عددٍ من أهالي المدينة.
وكشف تحليلٌ نشرًه “معهدُ واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، في 27 من شباط الفائت، أنَّ الزلزالَ الذي ضربَ جنوبَ تركيا وشمالَ غربي سوريا في 6 شباط أتاح فرصاً كثيرة أمام الحشدِ الشعبي العراقي للانتشار في المناطق السورية المتضرّرةِ.
وذكر التحليلُ، أنَّ الزلزال أعطى فرصةُ كبيرة أمام الحشد الشعبي للعمل بشكلٍ علني في سوريا من جهة، وأمام إيران من جهة أخرى، لنقلِ الأسلحة إلى سوريا ولبنان داخلَ قوافلِ المساعدات.
وظهر حجمُ التوسّع الإيراني في حلب من خلال زيارةِ قائدِ فيلق القدس الإيراني، إسماعيلَ قاآني للمدينة – قبل أنْ يزورَها رأسُ النظام – برفقةِ قادةٍ من ميليشيا الحشد الشعبي العراقي في رسالة تشير إلى أنَّ حلب باتتْ ضمنَ الحزام الإيراني في سوريا عسكرياً وحتى دبلوماسياً خصوصاً بعد أنْ افتتحتْ طهرانُ فيها قنصليةً قبلَ عدّةِ سنواتٍ.