لوموند الفرنسية: الأسدُ غيرُ قادرٍ سوى على إطالةِ أمدِ الكارثةِ في سوريا
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إنَّ تجدّدَ الاحتجاجات في الجنوب السوري، والاشتباكاتِ في الشرق أظهرت أنَّ رأسَ نظامَ الأسد غيرُ قادر على أيّ شيء سوى إطالة أمدِ الكارثة في الداخل رغمَ محاولاته للتطبيع الدبلوماسي.
وأشارت الصحيفة في تقرير تحت عنوانٍ “عدمُ الاستقرار الدائم في سوريا” إلى أنَّه بعدَ ثلاثة أشهر من إعادة دمج نظام الأسد في جامعة الدول العربية لاتزال محاولةَ التطبيع هذه بعيدةَ المنال، وعلى العكس من ذلك كانت المظاهراتُ جنوبي سوريا والاشتباكاتُ العنيفة في شرق البلاد بمثابة تذكير قاسٍ بالكارثة المستمرّة في هذا البلد.
وتضيف الصحيفة، أنَّ نظامَ الأسد كان قبلَ عشرة أعوام على وشك الانهيار، لكنَّه بفضل الدعم الروسي والإيراني تمكّنَ من الاستمرار، حيث تمَّ تحقيق ذلك بأعمال عنفٍ غير مسبوقة، واتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية، ما أدّى لفرض عقوبات أمريكية وأوروبية.
لكنَّ كلَّ هذا القمع العنيف، لم يثنِ جنوبَ البلاد من المطالبة بشكل قاطع برحيل رأس نظام الأسد، وفقَ الصحيفة، مرجحة ألا يكونَ لهذا الاحتجاج تأثيرٌ دائم.
ولفتت الصحيفة إلى أنَّ هذه الاحتجاجات ليست الوحيدةَ التي تسلّط الضوءَ على الفوضى المستمرة، ففي شمال شرق البلاد الذي لايزال خارجَ سيطرة نظام الأسد اندلع قتال مميت بين العشائر العربية وميليشيا “قسد” المتحالفة مع الولايات المتحدة.
كما يُضاف إلى هذه المشاكل قدرةُ تنظيم “داعش” على الصمود، والذي كثّف هذا الصيفَ هجماته ضدَّ قوات الأسد.
ومن المشاكل أيضاً، القصفُ الروسي المستمرُّ على شمال غرب سوريا، والضربات الإسرائيلية ضدَّ الميليشيات الإيرانية في سوريا، وفقَ الصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى أنَّ نظامَ الأسد يعمل أيضاً على تأجيج الاضطرابات الإقليمية، ويظهر ذلك من خلال تصدّي القوات الأردنية للمسيّرات المحمّلةِ بحبوب الكبتاغون المخدِّرة، مؤكّدةً أنَّ النظامَ مستمرّ بإغراق جيرانه بهذه المادة.
واعتبرت أنَّ النجاحات الدبلوماسية التي حقّقها نظامُ الأسد لايمكن إنكارُها، لكنَّها لاتحجب عجزَ نظام الأسد عن تحقيق استقرار داخلي حقيقي، مبيّنةً أنَّ رأسَ النظام لايزال يرى أنَّ القوى الغاشمة وسيلةٌ لبقائه وإعادة الشرعية له.
وختمت الصحيفة مقالَها بالإشارة إلى أنَّ إعادةَ اندماج نظام الأسد في الجامعة العربية لم تكن مصحوبةً بأيّ مبادرةٍ لإحياء العملية السياسية في سوريا، لافتةً إلى أنَّ عدمَ القدرة على التعلّم من دروس عقدٍ من الجحيم والرماد هو ضمانة لاستمرار المأساة السورية.