الأممُ المتحدةُ تتوصّلً لصيغةٍ توافقيّةٍ لاستئنافِ دخولٌ المساعداتِ عبرَ الحدودِ
توصلت الأمم المتحدة مع مكتب تنسيقِ العمل الإنساني (HAC) في إدلب، إلى صيغة توافقيّةٍ، لإعادة استئنافِ دخولِ المساعدات الإنسانية، عبرَ معبرِ باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وجاء في رسالة موجّهةٍ من نائب المنسّق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية “دیفید کاردین” إلى مكتب التنسيق بتاريخ 11 أيلول الجاري، أنَّ العملياتِ الإنسانيّةِ التي تقوم بها الأممُ المتحدةُ وشركاؤها المنفّذون عبرَ الحدود، تعتبر شريانَ حياةٍ لملايين الأشخاص الضعفاءِ في شمال غربِ سوريا، بما في ذلك محافظةُ إدلب.
وأكّد كاردين في رسالته على أنَّ الأممَ المتحدة ملتزمةٌ بالوصول إلى المحتاجين من خلال أكثرِ الوسائل الممكنة بشكلٍ فعّال ومباشر مسترشدةً دائماً بالمبادئ الأساسية المبنيةِ على الإنسانية وعدمٌ التحيّز والحيادِ والاستقلالية.
وبيّنَ أنَّه من أجل استمرار تقديم المساعداتِ الإنسانية والحماية، ترجو الأممُ المتحدة تسهيلَ وصولَ المساعدات الإنسانية بشكلٍ غيرِ منقطع إلى إدلب ونواحيها عبرَ معبر باب الهوى الحدودي، حيث تقرُّ الأممُ المتحدة بالدعم المستمرِّ الذي يقدّمه مكتبُ تنسيق العمل الانساني لضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني والأصول في شمال غرب سوريا.
من جانبه، ردَّ “مكتبُ تنسيق العمل الإنساني (HAC)” في إدلب بتاريخ 12 أيلول 2023، بالموافقة على تفويضِ الأمم المتحدة وبشكلٍ مستقلٍّ باستخدام معبرِ باب الهوى الشريان الرئيسي للشعب السوري لإيصال المساعدات الإنسانية، وعبورِ المهمّات الإنسانية لفرق الأممِ المتحدة.
وقال المكتب، إنَّ مناطقَ شمالِ غرب سوريا، تشكّل ملجأً إنسانياً لـ ٤,٥ ملايين سوري يعانون فيها المقيمون والمهجّرون من ظروف معيشيّة قاسية نتيجةَ القصف المتواصل والتهجير المنظّم.
وأشار المكتب إلى أنَّه يعمل بشكل مستمرٍّ على دعمِ العمليات الإنسانية، وتسهيلِ وصولها للمستحقّين، لأجل تحسين الظروف المعيشية وتخفيف المعاناة.
وأكّدَ حرصَه على ضرورة الحفاظ على المبادئ الإنسانية المتعلّقة بكرامة المستحقّين واحترامِ مطالبهم وعدمِ الإساءة لهم بالقرارات المسيّسة التي تحرف العملَ الإنساني وتخالف استقلاليته وحيادتيه.
كما شدّدَ المكتب على دور المعابر الحدودية وبالتحديد معبر باب الهوى الحدودي في إيصال المساعدات الإنسانية ومساهمتها في تحسين الوضع الإنساني لـ٤,٥ مليون سوري، لافتاً إلى ضرورة تطوير قنواتِ التنسيق الإنساني المشترك بما يصبُّ في مصلحة الشعب السوري.
وجدّد التأكيدُ على دعمه لكافة العمليات الإنسانية واستعدادِه المستمرّ لمناقشة المشاريع والأهداف المرحلية والاستراتيجية، لتحسين الوضع الإنساني في شمال غرب سوريا.
ولفت إلى أنَّ مناطقَ شمال غرب سوريا بحاجة إلى الارتقاء بالعمل الإنساني لمرحلة تأهيل البنية التحتية، وتحفيزِ القطاع الاقتصادي ليكونَ مصدراً أساسياً لسدّ حاجات المستحقّين، وقادرًا على تأمين فرص العمل وسبل العيش.
ويعرف “مكتب تنسيق العمل الإنساني (HAC)” في إدلب نفسَه بأنَّه مؤسّسة سورية غيرُ ربحيّة تأسست نهاية عام 2022، وتأخذ دورَ الوسيط كنقطة اتصال مركزيّة بين منصّات تنسيق الدعم الدوليّة والإقليميّة والعالميّة وبين المؤسّسات المنفذّة العاملةِ في شمال غرب سوريا، وذلك للارتقاء بواقع العمل الإنسانيّ وجعله أكثرَ كفاءة وفعاليّة وتكيّف مع المتغيّرات والطوارئ.
وقبلَ أيام، أعلن نائب المتحدّث باسم الأمم المتحدة “فرحان حق”، إنَّ الأمم المتحدة تعمل على وضع الترتيبات اللازمة لاستخدام المعبر المذكور في عملية إيصال المساعدات إلى شمال غربي سوريا.