الائتلافُ الوطنيُّ ينتقدُ ربطَ إدخالِ المساعداتِ بموافقةِ نظامِ الأسدِ
انتقد الائتلاف الوطني السوري ربطَ إدخال المساعدات الإنسانيّة للمحتاجين في شمال غربِ سوريا بموافقة نظام الأسد، وحذّرَ من خطورة الإهمال أو التقصيرِ في دعم السكانِ في المناطق المحرّرة.
وشدّدَ الائتلافُ الوطني في بيانٍ صحفي على ضرورة الاستجابة العاجلة من قِبل المجتمع الدولي للاحتياجات الإنسانيّةِ الأساسية للمهجّرين والنازحين السوريين، الذين زادت معاناتُهم بشكل ملحوظٍ خلال فصل الشتاء.
وأشار إلى أنَّ الأمم المتحدة مستمرّةٌ بقبول تسييس الملفِّ الإنساني، عبرَ ربطِ دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق غيرِ الخاضعة لسيطرة نظام الأسد بموافقته المسبقةِ، مما يعني قبولها بوضع حياةِ الملايين من السوريين كرهينةٍ بيد النظام.
واعتبر الائتلاف أنَّ ربطَ إدخالِ المساعدات الإنسانية للمحتاجين بموافقة نظامِ الأسد، هو أحدُ ملامح التعامل الأممي الخاطئ مع ملفِّ المساعدات، لأنَّ النظامَ يستغله كورقة ابتزاز إضافيّة تدعم قدرتَه على الاستمرار بتعطيل العملية السياسية في سوريا، وهو الذي استخدم الحصارَ والتجويعَ سلاحاً ضدَّ السوريات والسوريين في مختلف المحافظاتِ السورية منذ بدءِ الثورة عام 2011.
وحذّر من خطورة الإهمال أو التقصير في دعمِ السكان في المناطق المحرّرة، لأنَّه سيزيد من صعوبة الحياة -الشاقّة أصلاً- على مئات الآلاف الذين لا يجدون سوى خيمةٍ بالكاد تسترُ أطفالَهم من الأمطار والثلوج، كما سيترتّب عليه ازديادُ نسبة العائلات تحت خطّ الجوع، مع خطرٍ وشيكٍ يهدّد الملايين بسبب نقص الغذاء والدواء والرعاية اللازمة.
وطالب الائتلاف المجتمعَ الدولي والأمم المتحدة بإيجاد آليةٍ منصفةٍ تمنع تسييس القضايا الإنسانية لا سيما ملفِّ المساعدات، وتضمنُ استمرارَ دخولها الآمن ودون أيّ تمييز من أيّ نوع كان، إلى المحتاجين في عموم سوريا بشكلٍ مستمرٍّ، مع وجود نظام رقابة يضمن التوزيعَ العادل للمساعدات، ويراقب عملياتِ التوزيع داخل مناطقِ سيطرة نظام الأسد، لتفادي سرقتِها من قِبل الميليشيات التابعة له، ذاتِ النفوذ الواسع في مناطقه.
وشدّد على أنَّ الملفَ الإنساني لا ينبغي أنْ يكونَ ملفّاً تفاوضياً لأنَّه يمسّ حياة ملايين السوريات والسوريين، مؤكّداً على ضرورةِ معالجة الأسباب قبلَ النتائج، وأوضح أنَّ الملفَّ السوري بحاجة إلى دعمِ العملية السياسية بكلِّ حزمٍ، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 (2015) بشكلٍ كاملٍ، وهو ما يساهم بشكلٍ تلقائي في العلاج القابل للاستدامة للأزمة الإنسانية التي إنْ تركت دون معالجةٍ سيزداد تفاقمُها لتصبحَ أكبرَ كارثةً إنسانيّة عرفتها سورية عبرَ تاريخها، وعرفها العالمُ في هذا القرن؛ بسبب استمرار خضوعِ المجتمع الدولي لسياسات نظامِ الأسد وداعميه.