
ارتفاعُ حالاتِ الانتحارِ في شمالِ غربِ سوريا
ارتفعت حالات الانتحار في شمال غرب سوريا منذ بدايةِ العام الجاري مقارنةً مع الفترة ذاتها من العام الماضي 2023، وِفقَ فريق “منسقو استجابةِ سوريا”.
وأشار الفريق في بيانٍ إلى استمرار تسجيلِ عددٍ من حالات الانتحار ضمن السكان المدنيين في الشمال السوري، مبيّناً أنَّه سجّلَ منذ مطلعِ العام الحالي 43 حالة بينهم 19 حالةً باءت بالفشل، لافتاً إلى أنَّ توثيقه يشمل الحالاتِ المثبتة فقط، عدا عن الحالات المعلّقة والبالغة 13 حالةً، وذلك بزيادة قدرها 14% عن نفس الفترة خلال العام الماضي.
وأوضح الفريق أنَّ حالات الانتحار المؤدّيةِ إلى الوفاة بلغت 24 حالةً بينها ستّةُ أطفالٍ وعشرُ نساءٍ، أما حالات الانتحار الفاشلة فقد بلغت 19 حالةً بينها تسعُ نساءٍ و 4 أطفالٍ.
ولفت إلى أنَّ فئةَ النساء تشكّل العددَ الأكبر من الحالات لعدم وجودِ من يساعدهم على تخطّي الصعوبات التي يعانون منها واليافعين الغيرَ قادرين على التعامل مع المصاعب والضغوطِ المختلفة التي تواجههم.
وعزا الفريقُ ارتفاعَ حالات الانتحار إلى سوءِ الأحوال المادية للأهالي والنازحين والضغوطِ الكبيرة التي يتعرّضُ لها المدنيون في المنطقة من حالة النزوح المستمرّ واستمرار الضائقة الماديّة وحالة القلق الدائم المتواصلة من انقطاع مصادرِ الدخل أو النزوح من جديد نتيجةَ التهديدات المستمرّةِ من قِبل قواتِ نظام الأسد وروسيا، إضافةً إلى عدم قدرتِهم على العودة إلى مناطقهم وممتلكاتهم بسبب سيطرةِ النظام وروسيا على مدنهم وقراهم.
وناشد “منسّقو الاستجابة” المنظّماتِ الإنسانية العاملة في المنطقة مساندةَ المدنيين والنازحين وتأمينَ المتطلّبات الأساسية لهم وخاصةً في ظلِّ ارتفاعِ أسعار المواد الأساسية والتهديدات المستمرّة بقطع المساعداتِ الإنسانية عن المدنيين، والعمل على تأمين فرصِ العمل بشكلٍ دوري للحدِّ من انتشار البطالة في المنطقة.
كما حثَّ المنظماتُ الإنسانية على توسيع عملِ العيادات النفسية ضمن المراكز الطبيّة وتفعيل أرقامٍ خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بُغيةَ التعامل معها بشكلٍ عاجلٍ، وذلك بُغية منعِ المجتمع المحلي الانزلاق إلى مشاكلَ جديدةٍ تُضاف إلى قائمة طويلة يعاني منها السكانُ المدنيين في المنطقة.
وأوصى الفريق بزيادة عددِ المصحّات الخاصة بعلاج مدمني المخدّراتِ في المنطقة، وخاصة بعد انتشار ترويجِ المخدّرات والتعاون مع الجهات المسيطرةِ بالإبلاغ عن مروّجي المخدّرات وخاصةً أنَّ متعاطي المخدّرات يدخلون بحالة غيابٍ للوعي الكامل وعدمِ القدرة على اتّخاذ القرار أو منعِ أنفسهم من الانتحار.