“الاعترافُ حقّي”..حملةٌ لتسليطِ الضوءِ على معاناةِ طلابِ شمالَ غربِ سوريا
أطلق طلابٌ في الشمال السوري حملةً إعلاميّة بعنوان “الاعتراف حقّي”، لتسليط الضوء على معاناتهم بسبب عدمِ الاعتراف الدولي بالجامعات التي يدرسون فيها لأسبابٍ سياسيّة وقانونيّة، ما يجعل من الشهادات التي يحصلون عليها بعد التخرّجِ “حبّراً على ورق”، على حدِّ وصفهم.
وقالت منسّقةُ الحملة، بشرى عودة، إنَّ “الاعتراف حقّي” حملة إعلاميّة “تحمل همَّ طلبةِ الشمال السوري في ملفِّ جامعاتهم غيرِ المعترفِ عليها.
وأوضحت عودة أنَّ الحملةَ بدأت شرارتُها في الرابع والعشرين من تشرين الثاني، وتحمل صوتَ آلاف الطلبة الجامعيين الذين ما زالت شهاداتُهم حبراً على ورق، وما زالت جامعاتُهم تعاني حتى اللحظة من أزمة الاعترافِ والاعتمادية لأسباب سياسيّة وقانونيّة.
وأضافت “في حملتنا هذه نحمل صرخةَ الطلبةِ مجهولي المصير بشهاداتهم الجامعية غيرِ المعترفِ عليها دوليّاً، في محاولة منّا لتسليط الضوءِ على معاناتهم ما استطعنا لذلك سبيلا، ورسالتُنا من هذه الحملة هي رسالةُ الطلبة أنفسهم: حقُّ التعليم مقدّسٌ.. والحقُّ يُؤخذ ولا يُعطى”.
ولفتت إلى أنَّ الهدفَ من تسليط الضوءِ إعلامياً على قضية عدمِ الاعتراف بالشهادات الصادرةِ عن جامعات الشمال السوري، هو إيصالُ صوت الطلبة ومعاناتهم إلى جهات إعلاميّة عالميّة، في محاولة لوضع الملفِّ تحت الضوء، وِفقَ موقعِ تلفزيون سوريا.
ومن ضمن الأهدافِ أيضاً تكثّيفُ البحث والتحرّي حول هذه القضية، وسردِ القصص، ونشرِ الإحصائيات، وبناءِ قاعدة معرفية كاملة تشمل الملفَّ من كلّ جهاته، لفهم الواقع بصورة واضحة، ولغةٍ مباشرة، وسردٍ حقيقي من لسان أصحاب القضية.
وتعليقاً على الحملة، قال وزيرُ التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقّتة د. جهاد حجازي، “كان السعي وما يزال مستمرّاً للحصول على اعترافٍ للجامعات العامة والخاصة في المناطق المحرّرة، حيث إنَّ بعضَ الجامعات حقّقت معاييرَ ممتازة تفوق بعضَ دول المنطقة مثل جامعة إدلب، وجامعة حلب في المناطق المحرّرة، غيرَ أنَّ العائقَ الرئيسي أمام الحصول على اعتراف هو عائقٌ سياسي يتعلّق بنظرة واعتراف العالم إلى كلّ مفاصلِ المعارضة والثورة، وليس فقط الجامعات، وللأسف ما يزال العالم يعتبر نظامَ الأسد هو السلطةُ الشرعية وما عداها لا”.
وطلب حجازي من الطلاب عدمَ القلق تجاه هذه القضية، قائلاً “اعترافُنا يأتي من اتقاننا لتخصصاتنا ونجاحنا في سوق العمل، علينا أنْ نعملَ ونجدّ، والاعترافُ قادمٌ لا محالةَ، فكم هو جميل أنْ ندخلَ إلى المشافي اليوم فنجد طبيباً متخرّجاً من جامعة إدلب أو حلب الحرّة، يمارس مهنة الطب.. هذا هو الاعتراف، ثم إنّ طلابنا درسوا ليعملوا في بلدهم، وبلدُهم يعترف بهم، وعلينا أنْ نعزّز الجوانبَ البحثية في جامعاتنا، فغزارةُ البحث العلمي مدخلٌ جيّد للاعتراف مع السعي إلى تطبيق أفضل المعايير”.
وأضاف وزيرُ التربية “نحن فخورون بكلّ ما حقّقناه، وبما علّمناه لأبنائنا، فوجودُ الجامعات لم يكن ترفاً، بل كان حاجةً ماسّةً وضروريةً لاستيعاب الشباب المتعطش للعلم، وعدم انزلاقهم في متاهات أخرى”.