الدفاعُ المدنيُّ السوريُّ يحذّرُ من عواقبِ توقّفِ آليةِ إدخالِ المساعداتِ الإنسانيّةِ عبرَ الحدودِ
حذّرتْ منظّمةُ الدفاع المدني السوري في بيانٍ لها، اليوم السبت، من تدهور الأوضاعِ المعيشية في مناطقِ الشمال السوري، مشيراً إلى أنَّ انتهاءِ تفويض تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبرَ الحدود إلى المنطقة يُنذر بكارثة إنسانية.
ولفت البيانُ إلى ازدياد الاحتياجاتِ الإنسانية في الشمال السوري مع بدايةِ فصلِ الشتاء، في ظلِّ ضعفِ البنى التحتية، وغيابِ مقوّمات الحياة، خاصةً في المخيمات، إضافةً إلى تهديد وباءِ “الكوليرا” حياةَ السكان وعودةِ انتشار فيروس “كورونا”، واستمرار هجمات نظام الأسد وروسيا على المنطقة.
وأوضح البيان أنَّ انعدامَ الأمن الغذائي في مناطق الشمال السوري وصل إلى مستويات قياسية، إذ يُعاني 80% من السوريين من انعدام الأمن الغذائي، ويعيش أكثرُ من 90% منهم تحت خطِّ الفقر.
وأشار البيان إلى أنَّ عددَ الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية ارتفع إلى 14.6 مليونَ شخصٍ، في الوقت الذي ارتفع فيه سعرُ سلّةِ الغذاء بنسبة 85% عن العام الماضي 2021.
وبشأن المساعداتِ الإنسانية، حذّر الدفاعُ المدني من أنَّ انتهاءَ تفويضِ تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبرَ معبرِ “باب الهوى” الحدودي شمالي إدلب يُنذر بكارثةٍ إنسانية حقيقية في المنطقة.
واعتبر أنَّ مجردَ قبولِ المجتمع الدولي بخضوع المساعدات الإنسانية للابتزاز من قِبل نظامِ الأسد وروسيا هو “شرعنةُ واضحة لاستخدام المساعدات كسلاح”، وأنَّ اعتمادَ خطوط التماس لإدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا “ليس إلاّ أحدَ الأساليب لتعويم النظام ولحصار السوريين، ومخيّم الركبان المحاصرِ أكبرُ دليلٍ على ذلك”.
وأمس الأول الأربعاء، قال المندوبُ الروسي الدائم في الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا”، خلال إحاطتِه التي قدّمها لمجلس الأمن إنَّ الدعواتِ لمنع إغلاق معبرِ “باب الهوى” هي “عملياتُ تسييس”، متحدّثاُ عن “عدم شفافية الآلية التي وُضعت من قِبل الدول الغربية”، ونافياً وجودَ جانب إنساني.
وكانت الأشهرُ الستة الماضية قد شهدت عدّةُ قوافل إغاثية تمَّ إدخالَها عبرَ خطوط التماس في سراقب بريف إدلب الشرقي قادمةً من حلب، وهو ما أكّد فريقُ “منسّقو استجابة سوريا” على خطورته، لأنَّه يمنح النظامَ القدرةَ على التحكّم بتلك المساعدات.