المبعوثُ الأمريكي السابقُ ينتقدُ سياسةَ بايدن تجاهَ سوريا

حذّرَ المبعوثُ الأميركي الخاص السابق لسوريا، جيمس جيفري، إدارةَ جو بايدن، من مخاطرِ إبقاء الأزمة السورية في الخلف، حيث قال في مقابلةٍ على “فورين أفيرز”، إنَّ “انتصارَ نظام الأسد سيرسل رسالةً إلى الحكام المستبدّينَ في جميع أنحاء العالم بأنَّ القتلَ الجماعي هو تكتيكٌ قابلٌ للتطبيقِ وذلك للاحتفاظ بالسلطة”، مشيراً إلى أنَّ ذلك سيزيدُ من توغّلِ روسيا وإيران في المنطقة.

وينتقد جيفري رؤيةَ مسؤولينَ في إدارة بايدن بأنَّ حلَّ الصراع في سوريا ليس أولويةً بالنسبة لهم، مطالباً بتكريس الطاقة الدبلوماسية اللازمة لإيجادِ حلٍّ للأزمة السورية، مشيراً إلى أنَّ الإدارةَ الحالية لم تقمْ بأيِّ خروجٍ دراماتيكي عن نهج الإدارات السابقة، مشيراً إلى أنَّ الحربَ في سوريا، خلقت الكثيرَ من الأزمات مثلِ ظهور تنظيمِ داعشٍ، وتدفقاتٍ هائلة للاجئين وتشريدِ نصفِ السكان من ديارهم، وفقرٍ مدقعٍ في الداخل، محذّراً من أنَّ تركَ هذه المشاكل بدون معالجةٍ، “سيهدّدُ استقرارَ الشرق الأوسط لسنوات”.

ويرى جيفري أنَّه ينبغي على الولايات المتحدة أنْ تقودَ أيَّ جهدٍ دبلوماسي متجدّد للتوصّل إلى حلّ لـ “الصراع السوري”، مشيراً إلى أنَّ “واشنطن وحدها هي التي يمكنها التنسيقُ بين العديد من أعضاء التحالف المناهضِ للأسد”، لافتاً إلى أنَّ المدخلَ إلى المفاوضات سيكون عن طريقِ روسيا.

وقال جيفري: “يجب أنْ تسعى إدارةُ بايدن إلى خفضِ التصعيد خطوةُ بخطوة من كلا الجانبين. من المحتمل أنْ تكونَ على رأس القائمة التنازلاتُ السياسية من قِبل دمشق لضمان عودةٍ آمنةٍ للاجئين، بما في ذلك إعادةُ التوطين بحيث تتمُّ مراقبتُها دولياً، وفق أحكام أمنيّة ورقابية مماثلة لإعادة دمجِ قوات المعارضةِ وقوات سوريا الديمقراطية، وضمانات أمنيّة للحدود الجنوبية لتركيا؛ وإزالةٌ دائمةٌ للأسلحة الاستراتيجية الإيرانية، لا سيما صواريخُها الموجّهةُ من الأراضي السورية”، مشيراً إلى أنَّ الانسحابَ الإيراني الكاملَ غيرُ واقعي.

ويضيف “في المقابل، من المرجّح أنْ تضغطً روسيا على الجيوش الأميركية والإسرائيلية والتركية للانسحاب من سوريا، ومن المرجّح أيضاً أنْ تطلبَ موسكو تعاوناً أميركيّاً في مكافحة الإرهاب في سوريا ضدَّ داعشٍ، الذي يبدو أنَّ الأسد غيرُ قادر على هزيمته، إلى جانب تخفيفِ العقوبات وعودةِ اللاجئين من تركيا والأردن ولبنان إلى مدنهم وبلداتِهم الأصلية”.

وتابع “قد تأملُ روسيا، ربَّما بشكلٍ غير واقعي، في أنْ تفتحَ هذه الخطواتُ الاستثمارَ الأجنبي في سوريا، وبالتالي تحرّر موسكو من محاولة دعمِ اقتصاد البلاد المنهارِ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى