المعلمونَ وأهالي ديرِ الزور يرفضونَ المنهاجَ الدراسيَّ المفروضَ من قِبلِ “الإدارةِ الذاتيّةِ”
تعالت الأصواتُ في دير الزور الرافضةُ للمنهاج الدراسي الذي فرضته “الإدارة الذاتية” التابعةُ لميليشيا “قسد” في مناطق سيطرتها، والذي فُرض للمرّة الأولى في مرحلة التعليم الأساسي، من الصف الأول وحتى الصف التاسع للعام الدراسي ” 2022- 2023″، بعد أنْ كانت طبّقته قبل سنواتٍ في مناطق سيطرتها بالحسكة.
وبدأت الأصوات الرافضة تتعالى مع وصول 42 ألفَ نسخةٍ من المناهج إلى مجمّعات التربية في دير الزور، والتي تضمُّ مئاتُ المدارس، وفقاً لما ذكرته مصادرُ محليّة لموقع “تلفزيون سوريا”.
المصادر أكّدت أنَّ المنهاج الجديد لا يراعي الاعتراضاتِ والتوصيات التي قدّمها المعلمون في العام 2020، بل هو النسخة ذاتُها غيرُ المعدّلة التي طبعت في العام الدراسي 2019 – 2020، بالإضافة إلى أنَّه يضمُّ عدداً قليلاً من المواد ولا يغطّي كلَّ العملية التعليمة، ويقصرها بعددٍ محدودٍ من المواد هي اللغة العربية والرياضيات والعلوم فقط، فضلاً أنَّه لا يخوّل الطلابَ للحصول على شهادة معترفٍ فيها خارج مناطق سيطرة “قسد”.
ونشرت صفحاتٌ إعلامية محلية تسجيلاً مصوّراً لأحدِ المعلمين في مجمّع الفرات التربوي الذي يضمُّ مدينتي الكشكية وأبو حمام، أوضح خلاله الاعتراضاتِ على المناهج المفروضةِ من الإدارة الذاتية.
وقال المعلم، “يفتقد المنهاجُ إلى الأهداف التربوية التي يُستقى منها الأهدافُ الوجدانية والتعليمية، كما تحتوي الكتبُ على دروس من مواد مختلفة فعلى سبيل المثال يحوي كتابُ العلوم على دروس جغرافية، بينما يحوي كتاب الرياضيات على دروس لغة عربية”، ما يعني أنَّ المنهاج هو عبارة عن “قصّ لصق”.
ويضيف المعلم، أنَّ منهاج “الإدارة الذاتية” بُني فقط على أهداف تعليمية معرفية فقط تعتمد على الحفظ البصم من الطالب، ودون أهداف وجدانية وتربوية ولا أهداف حسية حركية، وبذلك فهو منهاجٌ تقليدي يعتمد على الإلقاء من قبل المعلم، ولا يحوي استراتيجيات لحلِّ المشكلات ولا لتبديل الأدوار بين المعلم والطالب.
كما يفتقد المنهاجُ، وفقاً للمعلم، إلى الحوار والمناقشة أو التعليم باللعب، كما أنَّ معلوماته جامدةٌ تجعل من المعلم محورَ العملية التعليمية ما يخالف طرائقَ التعليم الحديثة التي تجعل من الأستاذ ميسّراً للتعليم لا مُلقياً.
وأوضح أنّ بعضَ دروس المنهاج هي عبارةٌ عن صفحة واحدة، وبعضها يشكّل وحدة دراسية كاملة لا تنتهي بحصة أو اثنتين، وهناك تداخلٌ بالمعلومات بسبب عدم وجود أهداف للمنهاج.
ويشير المعلم إلى أنَّ حصصَ بعض المواد قليلة، حيث تنتهي دروسُ مادة الرياضيات على سبيل المثال خلال شهرين، مع عدم وجود دليلٍ للمعلم يلجأ إليه أو كتابٍ نشاطات لتعويض النقص.
ويقتصر المنهاج الجديدُ على مواد العلوم واللغة العربية والرياضيات، ويتخوّف المعلمون والأهالي أنْ يكونَ مُقدّمةً لحذف المواد الاجتماعية والتربية الإسلامية واللغات، ومُقدمةً لإضافة مواد “ثقافة الشعوب” و”الجنولوجيا” التي اعترضوا عليها في العام 2020.
ويؤكّد المعلم أنّه يتوجّب على المجمّعات التربوية في دير الزور رفضُ المنهاج، وفقاً لمبادئ “الإدارة الذاتية” المعلنة والتي تنصّ على أنّه من حقّ أيِّ تجمّعٍ سكاني إدارة أموره وفقاً لمصالحه، مشيراً أنَّ
هذا المنهاج لا يتّفق مع مصالح أهالي دير الزور، الذين سيحرم تطبيقُها أبناءهم من شهادة معترفٍ بها في سوريا وخارجها.
ويرى أنّ منهاج “اليونيسيف” الذي يدرّس في المنطقة مناسبٌ ويتيح للطلاب فرصةَ خوضِ امتحانات التاسع والثانوية، خاصةً بعد تطوّعِ المعلمين لتدريس المواد الناقصة.