بالرصاصِ الحيِ والدهسِ.. تحريرُ الشامِ تواجهُ المدنيينَ المحتجّينَ على فتحِ معبرٍ تجاريٍّ معَ نظامِ الأسدِ (فيديو)
استقدمت هيئة تحرير الشام صباح اليوم الخميس تركساً لفتح الطريق الواصل بين بلدتي معارة النعسان وميزناز، والذي تمّ قطعه من قِبل أهالي المنطقة لمنع فتح معبر تجاري في منطقتهم خلال الأيام الماضية.
وتبع ذلك دخول عناصر من هيئة تحرير الشام صباح اليوم إلى أطراف بلدة ميزناز غرب حلب وسحب جثامين أربع شهداء عسكريين كانت قد بقيت جثثهم هناك أثناء المعارك الأخيرة، علماً أنّه يوجد أكثر من 20 شهيداً ما زالت جثثهم في المنطقة.
وقد أفاد مراسل شبكة المحرّر الإعلامية بأنّ سيارة من نوع “هونداي سانتفيه” تتبع لأمنية هيئة تحرير الشام قامت بدهس المتظاهرين من الأهالي في منطقة معارة النعسان، ومن ثم قام العناصر الذين بداخلها بفتح النيران من أسلحتهم باتجاه الهواء.
حيث جاء ذلك من أجل فضّ المظاهرة التي تدعو إلى منع فتح معبر تجاري مع نظام الأسد، ونجم عنه وقوع 5 إصابات في صفوف المدنيين إثر عملية دهسِ المتظاهرين.
وبعد ذلك قامت القوى الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام بفتح الرصاص الحي بشكلٍ مباشر على صفوف المتظاهرين، ما أدّى إلى وقوع 4 إصابات مختلفة الشدّة .
يذكر أنّ “هيئة تحرير الشام” تسعى منذ منتصف شهر نيسان الجاري وحتى الآن إلى افتتاح معبر تجاري مع مناطق سيطرة نظام الأسد، وسط سخط ورفض شعبي عام من المدنيين والعسكريين في المنطقة.
فبعد أنْ فشلت هيئة تحرير الشام بإقامة هذا المعبر بين سرمين وسراقب، توجّهت أنظارها إلى المنطقة الواقعة بين ميزناز ومعارة النعسان، فأقدموا على إزالة السواتر استعداداً لفتح المعبر، فخرجت على أثرها مظاهرات شعبية غاضبة في تلك المنطقة ترفض دخول شاحنات تجارية من مناطق الأسد.
وكان قد تزامن ذلك مع قيام القوات التركية المتواجدة في المنطقة القريبة من النقطة التي تنوي تحرير الشام إقامة فتح معبر تجاري فيها بإغلاق الطريق المؤدي إلى المنطقة بسواتر ترابية لمنع مرور سيارات الشحن المقرّر إدخالها من المناطق المحرّرة إلى مناطق سيطرة قوات النظام, قبل انْ تقوم القوات التركية بإزالته يوم أمس .
الجدير ذكره أنّ افتتاح المعبر التجاري هذا يعتبر تحدياً للإرادة الشعبية، فالناس التي ثارت على النظام، ودفعت الثمن غالياً من الدماء والأرواح، واليوم تعيش في الخيام والعراء، ترفض أيَّ تعاون مع هذا النظام الفاشي, وتعتبر التعاون معه خيانة لأرواح الشهداء، ولآهات الثكالى والمعتقلات وراء القضبان، كما أنّه في الوقت ذاته يعتبر كنوع من المساعدة ومحاولة لإنقاذ اقتصاده المنهار بعد فرض العقوبات الدولية عليه.
ومن ناحية أخرى ستعيش مناطقنا في ظلّ التوجّس خوفاً من انتقال عدوى فيروس كورونا من مناطقه إلى الشمال المحرّر الذي يفتقر إلى كافة الاستعدادات الطبية لمواجهة ذلك, في وقت ينتشر الفيروس بكثرة في مناطق سيطرة قوات الأسد وخاصة في صفوف الميليشيات الإيرانية والتي تتمركز في المنطقة غرب حلب.